إنجازات الملك عبد الله لا ينكرها إلا جاحد!.. بنظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 717 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  إنجازات لا ينكرها إلا جاحد

د. وائل الحساوي

 

رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، وأعان الله الملك سلمان بن عبدالعزيز على حمل الأمانة.

لقد استغلت قناة الـ BBC البريطانية العربية والإنكليزية الحدث لتعقد نقاشات واستطلاعات للرأي حول تقييم مرحلة الملك عبدالله، وما يميز الـ BBC هو الانفتاح على جميع الآراء من جميع دول العالم وهو ما نفتقده في جميع القنوات العربية.

لقد كانت غالبية المتصلين من بلدان العالم تثني على مسيرة الملك عبد الله وتعتبره رمزاً للإصلاح والانفتاح وتطوير السعودية، فيما كانت هناك قلة تنتقد، وقد تصدى لهم آخرون بقوة وطالبوهم بالإنصاف، فهل يغفل عاقل عن حجم الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهد الملك عبدالله رحمه الله؟.

إن كانت الدول يتم تقييمها بالإنجازات الاقتصادية فإن دخول السعودية من ضمن الـ 20 دولة الأغنى في العالم ومشاركتها في ملتقى العشرين مفخرة العالم الإسلامي كله.

أما النهضة الاقتصادية في السعودية ومئات المشاريع مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي فكلها مشاريع ضخمة وحيوية.

أما مشاريع التوسعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد بلغت كلفتها مئات المليارات من الدولارات ويشعر بها كل من يزور السعودية، وقد رافقها بناء شبكة من القطارات ما جعل من الحج والعمرة رحلة سياحية سهلة وممتعة.

أما التوسع في مجال الإسكان وتوزيع البيوت فقد قفز بقوة كما توسع السوق النفطي بشكل غير مسبوق، وكذلك تم بناء 8 جامعات حكومية جديدة في عهده (أكثر من الكويت) وارتفع عدد الجامعات السعودية من 8 جامعات إلى 32 جامعة حكومية وخاصة، وشهد التعليم أكبر ميزانيات إنفاق في تاريخ السعودية، وقد تابعنا قصة إنشاء جامعة الأميرة نورة بأمر من الملك عبدالله وتنفيذ من وكيل التعليم العالي، وتحقق المشروع الضخم في سنتين، كذلك فإن جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية هي روعة في الإنجاز.

أما على المستوى العربي والإسلامي فلا ينكر منصف دوره الكبير في محاولة لم شمل العرب ودعوته للقيادات الفلسطينية للتصالح في مكة المكرمة، ودعوته لقيادات العالم الإسلامي للقاء في مكة، وسعيه الدائم لدعم القضايا المصيرية للمسلمين ومنها دعم لبنان ليتصدى لمخططات العدوان عليه، ووقوفه مع البحرين في مواجهة التآمر الإيراني وغيرها.

أحد المتصلين السعوديين بالـ BBC أثار قضية الحريات في السعودية وبقاء هيمنة المؤسسة الدينية على القرار، وضرب مثلا بانتقاص حقوق النساء في المملكة وهيمنة المطاوعة.

أجابه متصل آخر بالقول إن السعودية قد قامت على العلاقة الوثيقة بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية، وهذا يمثل التوافق بين الشعب ومؤسسة الحكم، ويكفي بأن الملك عبدالله قد قفز بحقوق المرأة قفزات في مجال التعليم والشورى وفتح لها مجالات العمل، فلماذا تركزون على السلبيات وتنسون التطور التدريجي للمجتمعات؟!

بالطبع فإن المواقف من «الربيع العربي» كانت مجالاً واسعاً للجدل وقد لا نتفق مع بعضها ولكن لا يمنعنا ذلك من الإشادة بذلك الإنجاز الكبير، ويكفي بأن الانتقال السلمي للسلطة يعتبر نموذجاً يجب الاقتداء به في الأنظمة الملكية لمنع الصراع والمشاكل التي عادة ما تحدث في كثير من بلدان العالم.

خلع التويجري المباشر بعد تولي الملك سلمان وتجريده من جميع مناصبه بعدما ازدادت شكاوى علماء السعودية من مواقفه المضادة للدين، هو درس لكل من يجرؤ على تحدي مشاعر الناس والسير بعكس التوجه الشعبي، أتمنى من حكامنا الاقتداء بتلك الخطوة المباركة وطرد مستشاريهم الذين لا يراعون الدين والعادات.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك