الملك سلمان خير خلف لخير سلف- يكتب علي الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1027 مشاهدات 0


سنة الحياة وإرادة رب الخلق.. فوفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز وإنْ كانت تشكل لنا فقدان أحد أعمدة السياسة العربية والخليجية، الذي كان له اسهامات كبيرة في استقرار المنطقة العربية، وعمل رحمة الله بكل ما يملك من إرادة وقوة لأجل حل النزاعات المختلفة. وكان يولي الموضوع الفلسطيني عناية خاصة، وكان يسعى لحل الصراع، ويدفع بإرادة وبرغبة صادقة لأجل قيام الدولة الفلسطينية والحفاظ على القدس، كما كان للمغفور له إسهاماته الكبيرة في حل قضايا الإسلام والمسلمين، وخصوصاً في المرحلة الحرجة التي يمر بها الإسلام بعد اختطافه من جماعات خارجة عن قيمه السمحاء. كان رحمه الله له الأيادي البيضاء في نزع هذه الصورة القبيحة التي نشرها هؤلاء المدمرون للإسلام، وتقديم الرسالة السمحة، التي سعت المملكة العربية السعودية إلى الحفاظ على نصاعتها.

إسهاماته كبيرة، فكان همه رحمه الله تطوير أهم الركائز التنموية، فشيد أكثر من جامعة في عهده، ووصل عددها إلى عشرين جامعة بعدما كانت ثمان جامعات فقط، وأنشأ الجامعة التقنية وفتح أبوابها للمرأة، وهو من وقف مع النهوض بمختلف قطاعات المملكة، وحرص على تعزيز مكانة المملكة باعتبارها مقصد المسلمين. وأشرف بنفسه على كل مشاريع تطوير الحرم، فالرجل كانت له الأيادي البيضاء، في كل زوايا المملكة، فرحمه الله واسكنه فسيح جناته. ونعزي أنفسنا بفقدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ترك لنا الذكرى الطيبة، التي تشكل لنا علامة بارزة في تاريخنا العربي والإسلامي.

فالملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز كان يسعى مساعي حميدة، لأجل إصلاح ما أصاب الإسلام من تشويه، وكان رحمه الله من جاء بفكرة قيام مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وكانت خطواته تؤكد الدور الوسطي لبسط نصاعة الإسلام وسماحته. وكان رحمه الله يسعى بخطوات خيّرة لمعالجات النزاعات بين المسلمين واختلاف أفكارهم. وكان رحمه الله رجلاً عالمياً بكل ما تعنيه الكلمة، وكان عادلاً في أفكاره وخطواته. وكان يقلقه ما أصاب الإسلام من تلوث على أيدي جماعات خارجة عن قيم ديننا الإسلامي.

وبعد وفاته رحمه الله جاء من يحمل الراية، وقيادة المملكة العربية السعودية، جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليكمل المسيرة الخيرة، وهو اليوم يقود المملكة في مرحلة حرجة، يمر بها العالم، ونحن على قناعة كبيرة بأن سياسته الحكيمة قادرة على قيادة السعودية، إلى مزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسيعمل على درب من سبقه نحو تأكيد الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في نزع فتيل الأزمات التي تعصف بنا.

وربما ما يميز المملكة العربية السعودية الصلابة في اتخاذ القرارات الصعبة، ومعالجة الثغرات التي يسعى البعض إلى اختراقها لأجل صنع التوترات في المنطقة والإقليم الخليجي والعربي. فاستقرار الحكم من استقرار المملكة العربية السعودية، وهذا ما حدث عندما عين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمير مقرن ولياً للعهد.

الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين عرف برؤيته الحكيمة وعرف بمجالسته لرجال الفكر والثقافة وولعه برجال العلم وحرص على توطيد العلاقة بين العلماء والمفكرين، وهو اليوم يتولى قيادة المملكة العربية السعودية، وسيعمل نحو تحقيق المزيد سواء على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي. فالرجل يحمل الفكر الثاقب والرؤية الواضحة نحو تحقيق المزيد للمملكة السعودية وللعالم الإسلامي. وشاءت الظروف أن نلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الجمهورية الفرنسية، ونتذكر كلماته حول ما تمر به الأمة العربية والإسلامية، وكانت زيارته إلى منظمة اليونسكو تعبر عن اهتمامه بالثقافة والعلم والمعرفة.

الاتحاد الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك