عن ملفات الملك سلمان!.. يكتب ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية  /  ملفات الملك سلمان

ناصر المطيري

 

الملك السعودي السابع سلمان بن عبد العزيز يعتلي عرش المملكة في زمن لايحسد عليه تكثر فيه التحديات وتتشابك الأحداث وتتلاطم أمواج الخليج بالعديد من الأخطار..
وجاء صعود سلمان الى الحكم في المملكة العربية السعودية متزامنا مع «الصعود الانقلابي» للحوثيين في اليمن وهو ما يعد أهم التحديات المثيرة للقلق في العهد السعودي القادم بل ما يحمل الملك سلمان عبئاً مضاعفا في التعامل مع هذا الملف الشائك وما يشكله من خطر في الخاصرة السعودية الجنوبية..
الملف الحوثي الذي يواجهه الملك سلمان لايكاد ينفصل عن باقي الملفات الأخرى وأهمها الملف الايراني واشكالية العلاقة السعودية الايرانية التي يسودها طابع عدم الثقة المزمن، يأتي ذلك فيما النفوذ الايراني في المنطقة يتمدد بشكل لم يسبق له مثيل في المراحل الماضية مستندا هذه المرة على تحالف جديد مع الولايات المتحدة..يضاف على ذلك أن العلاقة الخليجية مع واشنطن تتقلص فيما هي تزداد باتجاه ايران على حساب المصالح الخليجية أمنيا وسياسيا، لذلك سيكون هذا الملف محور الملفات السياسية المطروحة أمام الملك السعودي الجديد.
خليجيا المملكة العربية السعودية باعتبارها واسطة العقد في مجلس التعاون الخليجي تقع على كاهلها مسؤولية أساسية في الحفاظ على كيان هذه المنظومة الخليجية التي تعرضت في الفترة الماضية لهزات ربما تكون لها توابع في المستقبل تهدد وجود مجلس التعاون..
اقتصاديا يواجه العهد السعودي الجديد انخفاضا حادا في أسعار النفط وتعتبر المملكة أكبر المتأثرين فيه باعتبارها الدولة الأغنى نفطيا في العالم، ويكمن التحدي الاقتصادي في مدى قدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على تلبية متطلبات التنمية في المملكة في ظل تراجع أسعار النفط..
كل تلك الملفات وغيرها ليست غريبة ولاجديدة على الملك سلمان كونه عايشها بفاعلية وقرب وبشكل أساس لاسيما في الشهور الأخيرة خلال مرض الموت للملك الراحل المغفور له باذن الله، حيث كان الملك سلمان متصديا للتحديات الراهنة، وهذا يؤشر على أن سياسة الملك سلمان ستكون امتدادا لعهد سلفه، غير أن تفاعل الأحداث القادمة سيضع المملكة العربية السعودية أمام مسؤوليات حاسمة في اتخاذ خطوات أكثر جدية في التعامل مع التطورات الخطيرة المرتقبة التي تهدد الخريطة السياسة في المنطقة.