الناس تعبوا ويئسوا من متابعة أي دعوة للتصدي لـ'غول الفساد'َ!.. بنظر سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0


القبس

لعدم كفاية الأدلة!

سعاد فهد المعجل

 

قضية التأمينات ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة.. طالما بقيت الأدوات الرقابية والعقابية معطلة أو مخترقة، ولنا في سرقات الناقلات خير شاهد ودليل.. وبمناسبة الحديث عن سرقات الناقلات، فقد أخبرني محام صديق أن المتهم الرئيسي في تلك القضية لم يخرج منها ببراءة، وإنما تم حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة، مما يعني امكانية اعادة فتح الملف واستئناف القضية!

قضية الناقلات طواها النسيان بالنسبة الى كثير من الناس. إما يأساً وإما قنوطاً من جدية محاربة الفساد. أو بسبب تزاحم قضايا الفساد على المشهد العام، وبشكل خطف الأضواء الرقابية من سرقة القرن!

اليوم.. وفي ظل قضية التأمينات، وفضيحة الايداعات، وتجاوزات اخرى في مؤسسات الدولة لم تسلم منها حتى وزارة الاوقاف «الإسلامية»! يخشى الناس من تكرار مشهد الناقلات، خاصة بعد تصريح رئيس «الفتوى والتشريع» الذي قال فيه ان الادارة تتابع قضية شبهة التجاوزات في التأمينات الاجتماعية منذ عامين، وغيرها من قضايا المساس بالمال العام!

مشكلة تفشّي الفساد في الدولة لا تقتصر على كونه يشكّل انتهاكاً وإهداراً لمال الشعب والامة، وانما لأنه اصبح ينذر بتحوله الى ثقافة تخضع لمعايير النسبية، تصبح معها السرقات الصغيرة أرحم من السرقات الكبيرة!!

واضح أن الناس قد تعبوا ويئسوا من متابعة أي دعوة للتصدي لــ «غول الفساد»، الذي وصل إلى درجات غير مسبوقة، خاصة في الفترة التي أعقبت تحرير البلاد. لذلك، لم يكن في تفاعلهم المتردد مع تصريحات المسؤولين حول جدية التعامل مع قضية التأمينات أمر غريب. فالناس أصبحوا يسترجعون قضايا سابقة مشابهة كانت واضحة المعالم في إدانتها، ومع ذلك تم التحفظ عليها، إما لغياب التاريخ وإما لعدم كفاية الأدلة!!

الفساد آفة أي مجتمع، مهما بلغ ثراؤه، ويكفينا أن نستشهد من التاريخ بأن الأندلس سقطت بسبب الفساد، والإمبراطورية العثمانية، كذلك، ومن قبلها الأموية، والعباسية!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك