أزمة اليمن تمثيلية مخرجها فاشل أو مريض!.. هكذا يعتقد حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 615 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  أحد يفهمني ما الذي يجري في اليمن؟

د. حمود الحطاب

 

من الأمور المحيرة في تحليلها بعد فهمها وتفسيرها في أحداث الشرق الأوسط مسألتان: إحداهما مسألة تنظيم “داعش”, والذي تجتمع أمم الأرض بكل قدراتها العسكرية لمحاربته علما انه يقاتل في سيارات بك أب جيب يسمونها خليجيا “بو شنب”, يعني عربانات, ولا يملك “داعش” هذا والا ماعش والا براغش لا يملك طائرات حربية مقاتلة مثل الشبح المطورة وكل الإفَّات الأخرى, وهي جمع “إف” من الطائرات الحربية المدمرة مثل “اف 18 و16″ وأخواتهما,ولا يملك “داعش” هذا طائرات هليوكوبتر قتالية حديثة مثل طائرات “الأباتشي”, ولا يملك غواصات ولا حاملات طائرات ونحو ذلك من المعدات والأدوات والآلات الحربية, وهو -عجبا وأيما عجب – يقاتل في جبهات واسعة النطاق من الحدود للحدود, شمل ذلك حدود العراق حتى ايران, وسورية حتى تركيا كوباني, يعني وكأنه جيش الصين. كيف ظهر هذا التنظيم وأين كانوا يختبئون قبل حرب سورية, وهل هم بهذه الإمكانات التي تفزع ضدها الدول الكبرى مجتمعة ونحن معها أيضاً.
وقد انتصر على “داعش” ذاك البعيد أخيراً من وسط كل القوة العالمية, انتصر عليه جيش شعبي لاهو في عير الجيوش ولا نفيرها “جيش البشمركة”! وكان ذلك في كوباني عين العرب.
واللعبة هنا مكشوفة فبعد أن عجز التحالف الدولي عن توريط تركيا في حرب تدمر اقتصادها الطليعي البارز أو المارد, ولمدة أربعة أشهر يمثل فيها حربا على حدود تركيا مع “داعش” ليورطوها, فلم يورطوها, وأوهى قرنه الوعل, فأصابهم الملل من تمثيل المسرحية, فقرروا إنهاء حيلة القتال في كوباني, وقالت البشمركة في ختام هذا الفصل السخيف:” لقد انتصرنا”! وعملوا حفلات ..لكن” الدِّقَّةَ” في تحري الانتصار كانت تحالفية فقالوا: “لا نستطيع اعلان الانتصار الآن حتى نتمكن من رؤية كل شيء”, وأضافوا: “ولكن الغلبة للأكراد”! وهذا لزوم حَبْكِ القصص. واضحة المسألة.
ومع هزيمة “داعش” هناك في كوباني يهزم بالتزامن “داعش” في ديالى حدود ايران مع العراق بسبب الضغوط الحربية, وتدخل ايران حربيا, وبكل قدراتها وبنسبة سبعين في المئة, هكذا هي أفلام الهند وليست هوليوود. “داعش” يقاتل من الحدود للحدود في آن واحد يا عجباً. وأمام وضد قوات العالم الكبرى.
وأما مسألة اليمن فآه يا اليمن, آه يا اليمن! لقد عجزنا عن أن نفهم ما يحدث فيك وأنا واحد من الذين لم يفهموا ما الذي يحدث فيها أخيراً رغم متابعتي لكل ما حدث ويحدث فيها ومن البداية, وذلك من خلال نشرات الأخبار وتحليلها, فقد كان فهمها أصعب عليَّ من فهم رياضيات القسمة المطولة في الثالث الابتدائي, ولكن الموضوع شكله تمثيلية, مخرجها فاشل أو مريض, هكذا بدت لي شخصيا مسألة اليمن, فاتصلت بال¯”واتس اب” بصديق يمني يشاركني ارسال الرسائل والأدعية الدينية لعله يفهمني ما يحدث فأهل اليمن أدرى بشعابها, ومنه فهمت اللعبة.
هل تريدون فهمها أم أن المقالة قد نحرها طولا الكلام عن “داعش”.
في المسألة اليمنية, ومن خلف كواليس المسرح الحزين , هناك بين الجبال والجمال في اليمن الذي كان يمناً سعيدا دهرا من الزمان, هناك فلول الحرس الجمهوري الذي كان يحمي علي عبدالله صالح الرئيس اليمني المخلوع برئاسة اقاربه, وهذا الجيش كان يشكل سبعين في المئة من الجيش اليمني, بمعنى أن اليمن لم يكن بها جيش حقيقي سوى قوة الحماية هذه, وهذه الفلول هي التي يختفي وراءها اليوم الأخ الرئيس السابق علي عبدالله صالح, وهي تسند عصابات الحوثي في كل ما يجري في اليمن . فما الهدف من ذلك وأي تمثيل يخطون. إنها مسرحية بالذخيرة الحية. وهذه مجرد مقدمة وغدا نكمل فصول المسرحية إن شاء الله

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك