سياسات معظم الحكومات المتعاقبة سبب حالنا المزري!.. بنظر أنور جمعة

زاوية الكتاب

كتب 481 مشاهدات 0


القبس

لو..

أنور جمعة

 

لو كنا - نعي - ولدينا شيء من الحكمة، لما بات حالنا مفزع بهذا الشكل. لو كنا نسمع من دون تكبر ونحاول استيعاب الأفكار والمقترحات من دون شخصانية وعدائية، لما كنا بهذا الضياع. لو كنا نتابع ونطالع الآخرين ونتعلم من أخطائهم وننقل تجاربهم الناجحة، لما كان اقتصادنا بهذا الخطر والتراجع. لو لم نعبث باختيارات الناس ونوجه قناعاتهم ونتلاعب بحاجاتهم الرئيسية ونقفز على طموحاتهم ونتاجر بدينهم ومذاهبهم ومقدساتهم، لما وصفنا بالمتخلفين وبأحسن الأوصاف بالرجعيين. حالنا كحال من أضاع آخر بوصلة له، وهو يعلم جيداً أن المستقبل لا يعكس غير سلبية المجهول. بالتأكيد المسؤول عن حالنا المزري «سياسات» وسلوك معظم الحكومات المتعاقبة. عقود والمختصون الغيورون يصيحون ويشيرون إلى أخطائنا، سرنا عكس العالم في كل شيء حتى بتنا نحصد كل المراكز المتقدمة في التراجع والتدهور. الحكومة في الكويت دستورياً هي المسؤولة عن - التنفيذ - بشكله المطلق، وبالتالي هي المعنية عملياً عن أشكال الهدر العام وعن سياسات البذخ، وعن عدم إيجاد مصادر بديلة للدخل، وبالطبع عن تكرار السرقات المليارية وفرار السارق، وعن عدم تطبيق القوانين، وعن تردي مستوى الخدمات، وعن سقف التعليم، وعن كل ما هو تنفيذي اقتصادي أم سياسي! هي وحدها معنية، ومن يعتقد أن ما سبق وغيره حمل - ثقيل - فعليه أن يعتذر عن تحمل المسؤولية. أما أن يشارك ويقودنا للضياع، فهذا أمر آخر، ومن يحاول أن يشرك السلطة التشريعية في هذا التراجع فهو في حقيقة الأمر يؤكد على ما نعنيه من ضياع حكومي، حيث وجب عليها أن تتمسك بحقها الدستوري ولا تتنازل عن دورها للنواب مهما كانت الظروف والأسباب، غير أننا جميع نعلم أن هذا التنازل له ثمن، وهو طبعاً على حساب الناس ومستقبلهم، وهذي علتنا مع المرتزقة من بعض النواب وبعض المستفيدين من الوزراء.

***

• على العقلاء أن ينصحوا الحكومة بأن ترفع يدها عن فم المواطن، وأن تترك له حرية الرأي والتعبير، فالشارع لا يحتمل المزيد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك