عن صيدلية فقراء العالم!.. يكتب وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 911 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  أنقذوا صيدلية الفقراء!

وليد الرجيب

 

في حملة واسعة تحت عنوان «أوقفوا خطة القضاء على الأدوية الرخيصة»، وقّع ما يقارب المليون من المواطنين والعلماء الهنود على هذه العريضة، وهذه الحملة التي انتشرت على نطاق واسع، من المنتظر أن يتضاعف عدد الموقعين عليها في العالم أجمع.

وجاء في مضمونها:«أن زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى الهند، والمقررة خلال هذه الفترة، قد تعني الحياة أو الموت لملايين الفقراء في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، لكن إذا تحركنا بسرعة بإمكاننا ضمان حصولهم على الأدوية التي يحتاجونها».

إذ تنتج الهند أدوية رخيصة لمعالجة أمراض خطيرة، كفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» والملاريا والسرطان، ولكن الشركات الدوائية الرأسمالية الضخمة، تريد إيقافها كي تبيع أدويتها بأسعار أعلى.

وقد تمكنت الضغوط الهائلة التي مارستها هذه الشركات، من جعل الولايات المتحدة تتبنى موقفها، بل حتى بفرض عقوبات اقتصادية إذا لم تغير الهند قوانينها المتعلقة ببراءات الاختراعات التي تضع مصلحة المواطنين قبل أرباح الشركات الغربية، والآن تتزايد الضغوط مع بدء المحادثات حول اتفاقية استثمار جديدة.

وكنت قد كتبت في العام الماضي، حول ضغوط شركة دوائية سويسرية ضخمة، تبيع دواء لمعالجة سرطان الدم وأنواع أخرى من السرطان بأسعار باهظة للمصابين، بينما تنتج الهند الأدوية نفسها بتركيبة مختلفة بسعر زهيد، متاح للفقراء ومحدودي الدخل في العالم، ولكن المحكمة الهندية العليا انتصرت وأنصفت العلماء الهنود، الذين اخترعوا هذه الأدوية، كما اعترض أكثر من 50 ألفاً من أعضاء منظمة «آفاز» في الهند وسويسرا على القضية المرفوعة من الشركة السويسرية ضد الحكومة الهندية، فألغيت القضية.

والآن تواجه صيدلية الفقراء في العالم تهديداً أقوى، فدعت العريضة إلى التوقيع عليها من كل أرجاء العالم، ضد هذه الضغوط التي قد تحرم ملايين البشر، من الحصول على الأدوية الهندية الرخيصة، ما يؤدي إلى وفاة ملايين البشر في مختلف القارات وبالأخص الفقيرة.

ونتيجة لتحكم شركات النظام الرأسمالي المعولم، واحتكارها للمنتجات الدوائية والطبية والتكنولوجية، سعى عدد من الدول لمواجهة ذلك، بإنتاجها محلياً منها الهند وروسيا والصين، فأنتجت هواتف ذكية عالية التشفير والتقنية، تنافس الهواتف الذكية الأمريكية والأوربية، كما أنتجت سيارات فارهة بتقنيات عالية، وبأسعار متاحة للإنسان البسيط والعادي.

لقد ظن النظام الرأسمالي العالمي، أنه سيطر على ثروات الشعوب، واحتكار المنتجات والبضائع وأسواق العالم، والاستيلاء على أراض شاسعة في دول آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، وإقامة منتجعات ومجمعات تجارية، من خلال إغراء ملاكها وفلاحيها بالأموال، وكذلك استغلال قوى الإنتاج في العالم، بدافع الجشع الرأسمالي ومن أجل مزيد من الأرباح وتعاظمها.

لكن زمن السيطرة لم يعد مقبولاً، فالنظام الرأسمالي يمر بأزمات دورية وعامة وآخرها أزمة 2008 البنيوية، وهو آيل للسقوط ممهداً لقيام عالم أكثر عدلاً وإنسانية، وليس أمام هذا النظام لإعادة اقتسام النفوذ بالعالم، سوى الحروب العالمية بطرق مختلفة لكنها مفضوحة، مثل صناعة ودعم الإرهاب في العالم، كتنظيمي القاعدة وما يسمى بالدولة الإسلامية «داعش».

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك