انهيار العراق دليل على فشل التنظيم الدولي في محاربة الارهاب!.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 495 مشاهدات 0


الراي

نسمات  / الأميركان فجروا العراق ثم هربوا منه!

د. وائل الحساوي

 

مازلت اتذكر عبارة (كولن باول) وزير الدفاع الأميركي ثم وزير الخارجية عام 2003 عندما احتل الأميركان العراق واسقطوا حكم صدام حسين فقد قال بإنهم سيحولون العراق الى نموذج للحكم الديموقراطي في العالم، ها نحن بعد أقل من 12 عاما منذ احتلال العراق نتابع المآسي المتكررة يوميا في هذا البلد المسلم والدماء التي تسيل كالأنهار.

نحن ندرك بأن الولايات المتحدة الأميركية قد ساهمت في زيادة مأساة العراقيين وتفجير الأوضاع في العراق، حتى تحول العراق الى نموذج للحكم الفاشل على مستوى العالم، بعدها سارعت اميركا الى الانسحاب والهرب
من العراق تاركة الجمل بما حمل، فما كان للوضع إلا ان ازداد سوءا وتفجرت المآسي من جديد واشتد الظلم والقتل!!

تدخل تنظيم القاعدة بقيادة ابو مصعب الزرقاوي ليعدل الكفة من جديد ولينتصر لاهل السنّة في العراق - كما زعموا - لكن كل ما فعله هو ان هدم المعبد على من فيه وزاد من معاناة السنّة!

بعدها قام تنظيم اشد تطرفا وجنونا على انقاض تنظيم القاعدة، ألا وهو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق واوهم الجهلاء من المسلمين بأنه قد أقام الخلافة الراشدة، وتفنن في الفتك بالخصوم، واستغل ضعف الحكومة العراقية وتفكك جيشها وانشغالها بالفتك بخصومها ليستولي على مساحات شاسعة من العراق وعلى احدث الاسلحة التي قدمها لهم الأميركان.

الأميركان الذين كانوا السبب في مآسي العراق رفضوا الرجوع اليه ومقاتلة تنظيم «داعش» وبدلا من ذلك انشأوا تنظيما ورقيا من 60 دولة لمحاربة «داعش» وألقوا بالتبعة على قوات البيشمركة الكردية التي تفتقد ابسط انواع التدريب والتسليح، وقوات الحشد الشعبي التي تحركها شهوة الانتقام الطائفي من خصومها اكثر من ولائها للبلد. وقد شاهدنا خلال اربعة اشهر من بدء عملياتهم ضد «داعش» تعثر تلك الحرب وتكبد القوات العراقية لخسائر كبيرة، ويكفي ما شهدناه يوم الجمعة الماضي من مقتل 150 من جنود الجيش العراقي بسبب هجوم «داعش» وتزامن ذلك مع تفجيرات في بغداد حصدت 40 شخصا، فهل ننتظر حتى ينهار العراق لكي ندرك فشل ذلك التنظيم الدولي وعدم جديته في محاربة الارهاب؟!

«داعش» ومصر

على الشاطئ الآخر شاهدنا «داعش» يقفز إلى سورية، ثم الى مصر ليزيد من محنتهما ويضاعف مآسيهما، فما حدث قبل يومين من ذبحه لثلاثين من افراد الشرطة المصرية في منطقة العريش هو مثال لذلك!

لقد كانت الاسطوانة التي ترددها السلطات المصرية سابقا عند حدوث اي حوادث امنية هي إلصاقها بتنظيم «الاخوان المسلمين» وزيادة القمع للمتدينين تحت مسمى محاربة الارهاب، لكن اليوم وبعد تحول العمليات الى مستوى جديد يحمل بصمة «القاعدة» فقد توقفت السلطات المصرية عن اتهام الاخوان المسلمين، بينما اعترف تنظيم انصار بيت المقدس بمسؤوليته عن تلك الحوادث، بل وسمعنا عن مسؤولية «داعش» - فرع مصر - عن تلك العمليات!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك