التفكير القطبي غلو وتطرف!.. بقلم خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 967 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  التفكير القطبي

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يشير التفكير القطبي إلى غلو وتطرف بعض الأشخاص أثناء تفكيرهم حول أنفسهم والعالم الخارجي, فمن يفكر بشكل حَدِّي (أبيض أو أسود) لا يستطيع اكتشاف ما يوجد بين الألوان ويفشل في ممارسة التفكير التدرجي الذي ينظر إلى كل جوانب الموضوع ومن زوايا مختلفة, فحدية التفكير القطبي تمنع الإنسان من التفكير بشكل عملي ومرن حول حياته اليومية, فلا يمتلك أصحاب التفكير القطبي السلبي القدرة على الوصول لاستنتاجات ذهنية صحيحة حول ما يجري حولهم ولا يستطيعون كذلك التفكير بعمق مناسب تجاه مضامين وعواقب سلوكياتهم وتصرفاتهم ومواقفهم الشخصية. التفكير القطبي مشكلة لبعض الأسباب التالية:
يدل التفكير القطبي على التعامل مع الأفكار والآراء المختلفة بشكل أحادي (أنت معي أو ضدي).
يتعامل مع قشور المواضيع ولا يرغب في فهمها بشكل صحيح, فالأهم بالنسبة للمفكر القطبي أن تتوافق وجهات النظر الأخرى مع رأيه, أو أنها تفقد مصداقيتها بالنسبة له.
الفشل المتواصل في رؤية التدرجات الطبيعية بين الألوان والتسلسلات والفروقات المختلفة بين الأفراد والثقافات الانسانية وذلك بسبب عدم رغبة من يعتنق التفكير القطبي في إرهاق ذهنه ولو للحظات لمعرفة الحقيقة الكاملة.
الوقوع ضحية سهلة للتأثير السلبي للشعارات الرنانة وخصوصا تلك التي يُطلقها الديماغوجيون وذلك لعدم القدرة على التفكير المستقل.
الميل نحو الإفراط العاطفي ويشابه لحد كبير التفكير الطفولي الغريزي الأولي.
التقلب السريع بين الشعور بالتعاسة والسعادة في نفس الوقت (تقلب المزاج).
ممارسة التفكير التسلطي والرغبة في السطوة على أذهان وقلوب الآخرين.
إجازة وقبول القسوة المفرطة ضد الآخرين, فمن يفكر بشكل قطبي لا يكترث بما يعانيه من هو خارج نطاق نفسه, ما دام صاحب التفكير الأحادي لا يتأثر بشكل مباشر بما يحصل حوله من تعنت شخصاني ضد من هو مختلف.
يعيش من يفكر بشكل حدي وقطبي حياته اليومية بشكل مرعب لأنه يستمر تحت وطأة حدة سلوكياته وتصرفاته المتهورة وردود فعل الآخرين من حوله, فالقسوة تولد القسوة.
بسبب اعتماده الرئيس على الإسراف العاطفي, تتضخم مَجَسَّاته الحسية بينما تتضاءل تدريجياً مداركه الذهنية حتى يصبح من يفكر بشكل قطبي وكأنه يلبس جلده مقلوباً فيصبح عرضة لردود فعل حادة ومفاجئة.
حياتنا الإنسانية متنوعة ومتعددة وثرية بالفرص لعيش حياة متكاملة ومجزية, وهذا ما يفتقده من يفكر بشكل قطبي وأحادي لأنه لا يرى سوى ما هو امام أصابع قدميه, فهل من مدكر؟

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك