يكتب سامي الخرافي عن المجاميع المجهولة التي سهرت لتعيش الكويت

زاوية الكتاب

كتب 512 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  عاش ابن الوطن

سامي الخرافي

 

الحديث مع الأخ العزيز عادل العبدالجادر «بوعمر» حديث صادق يبعث في النفس الراحة وتستشعر إحساسه الوطني العميق، فلقد جمعني معه لقاء تحدث فيه، بأسلوبه العفوي والراقي، عن أمور قد نغفل عنها ككتاب في الصحافة، فكان حديثه هو موضوع مقالتي اليوم.

بداية نترحم على أرواح شهدائنا الأبطال الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم، حيث ان تذكرهم في تلك المناسبة واجب، لاشك أن الفرح هو مطلب للجميع، ونحن نعيش أحلى أيامها بفرح وابتهاج، إن عيدي الوطني والتحرير هما مناسبتان كبيرتان على الشعب الكويتي، فلقد جاء العيد الوطني بعد استقلال الكويت من دولة أجنبية بتحرك ديبلوماسي، أما عيد التحرير فقد جاء بعد تضحيات كبيرة وإسالة دماء من أجل التحرر من دولة عربية.

إن حديثنا اليوم عن مجاميع مجهولة بالنسبة لنا ولكنهم علامة بارزة في سماء الكويت، تلك المجاميع تعمل بصمت من أجل راحتنا، فعندما نكون في عز سعادتنا في احتفالاتنا، يسهرون هم من اجل ان نسعد في حياتنا وننام على أسِرّتنا البيضاء دون إزعاج، مجاميع تراقب سير طرقاتنا، وتحرص على حمايتنا وأمننا.

مجاميع ساهرة من أجل ان يستمر وصول تيار الكهرباء والمياه العذبة إلى منازلنا دون عناء أو مشقة، مجاميع مجهولة راحتها تكتمل بتمام أفراحنا بخير وهدوء وسعادة، مجاميع نذرت نفسها لأن تكون «مجهولة» لأن عملها مرتبط بحبها للوطن، تلك المجاميع المجهولة تجدها أيضا عند حدود الوطن تحميه من شرور الحاقدين والحاسدين، تحميه بأرواحها من أجل راحتنا وسعادتنا، مجاميع في مراكز الإطفاء جاهزون لمواجهة أي طارئ، وهم على أتم استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل إنقاذ أحد ما.

مجاميع أمنية تراقب على مدار الساعة أمام شاشات عملاقة ما يدور في بلدي الكويت، فهم العيون الساهرة التي لا تنام من اجل راحتنا، تلك المجاميع أينما كانت يجب ألا ننساها في لحظة أفراحنا وانشغالنا في المسيرات وغيرها من الأيام، تلك المجاميع يجب أن ندعو لها، لأنهم بعد الله، سبحانه وتعالى، هم سبب أمن وأمان الكويت، يجب ألا يشغلنا الفرح عن أن نقول في مسيراتنا كلاما نابعا من القلب بأن هؤلاء الرجال المجهولين هم من جعل أفراحنا تسير وتتم بسلاسة وراحة، فهم مجهولون بأسمائهم، ولكن مميزون بما يقدمونه لنا حبا منهم لهذا البلد المعطاء، يجب أن نشاطر تلك المجاميع تعبهم ونستشعر ما يقومون به، ونتذكرهم بدعاء صادق برفع الأكف ونقول: ربي يحفظكم، ويفرح قلوبكم، كما حرصتم على استمرار الفرح لأهلكم وبلدكم، تحية لمن يعمل بصمت في كل مكان في وطني الكويت، لن ننساكم أبدا، فأنتم منقوشون داخل قلوبنا، تحية مدوية لكل المجاميع المجهولة، التي سهرت لتعيش الكويت واحة أمن وخير وعزة، عاش وطني، وعاش ابن الوطن.

آخر المطاف: كلام أعجبني من أخي وصديقي وتلميذي «فيصل حردان» بوسعود، عندما قال جملة معبرة جدا: لا أعلم، وكيف أعلم، وكأنني لا أعلم كيف أن نخلص للعمل لهذا الوطن في ظل ترابط المصالح؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك