الشعب الكويتي ما زال معطاء بطبيعته!.. هكذا يعتقد وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 542 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  الأيادي البيضاء

وليد الرجيب

 

بدأ الناس يتخوفون من موضوع التبرعات لمصلحة أي جهة، بعد أن كان الكويتيون من المبادرين لمثل هذه التبرعات تاريخياً، فمثلاً تبرع الشعب الكويتي للمقاومة الفلسطينية، وبادرت بعض النساء للتبرع بمصاغاتهن الذهبية في ثلاثينات القرن الماضي، كما كان الشعب الكويتي من أوائل من دعم وتبرع للثورة الجزائرية، ونتذكر في ستينات القرن الماضي أنه كانت تُقتطع نسبة من قيمة تذاكر السينما لمصلحة الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية، فالشعب الكويتي جبل على عمل الخير والتبرع.

لكن ومنذ حرب طالبان على الوجود السوفياتي في أفغانستان، حيث كانت تدعمها الاستخبارات الأميركية بصواريخ «ستينغر»، بدأت تأخذ التبرعات طابع الإسلام السياسي، وتفرخت الجمعيات الخيرية التابعة لتنظيمات الإسلام السياسي، حتى بعد أن تشكل تنظيم القاعدة، بل رفدت القاعدة بالرجال من دولنا، وانتشرت علب التبرعات في الجمعيات التعاونية والمحال التجارية والمطاعم، كما استغلت بعض الجاليات العربية رغبة الكويتيين في عمل الخير، في نشر إعلانات للتبرع بالأثاث القديم والملابس القديمة، وكم من عائلة وجدت أثاثها في محال الأثاث المستعمل، حيث أصبحت التبرعات شكلا من أشكال الاسترزاق وليس العمل الخيري، وبالطبع لا يمكن أن نبخس حق الأعمال الخيرية في البلدان الفقيرة، التي قامت بها هيئات خيرية محترمة.

ثم بدأت مرحلة جديدة من التبرعات لمصلحة الشعب السوري المنكوب، لكن اتضح أن كثيرا من هذه الأموال ترسل إلى مجموعات إرهابية مثل النصرة وداعش، وليس للشعب المهجر في الداخل والخارج، وهي تبرعات غير منضبطة لا تستطيع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل معرفتها،حيث يُجمع كثير من الأموال في الديوانيات وبعض المساجد، وكرست الاستخبارات الأميركية والغربية جهودها لمعرفة مصادر تمويل الإرهاب من الكويت، ففقد الناس الثقة في مصادر التبرعات والغرض منها.

لكنني وبالصدفة رأيت معرضاً للكتاب المستعمل برابطة الأدباء في الكويت، تشرف عليه مجموعة من الفتيات والشباب الكويتيين، يطلقون على أنفسهم «الأيادي البيضاء»، وتحدثت معهم حول الغرض من جمع المال اليسير من بيع الكتب، ففهمت أنهم يجمعون التبرعات بطرق مختلفة لمصلحة الشعب السوري، وحتى أتأكد من الجهة التي سترسل هذه التبرعات باسمها، فقالوا «جمعية الهلال الحمر»، وفهمت منهم أنهم لا يثقون بالجمعيات الكثيرة التي تجمع التبرعات، وهنا أدركت ان الشعب الكويتي والشباب بالذات، أصبحوا يميزون بين الجهات الموثوقة وغير الموثوقة، كما أدركت أيضاً وبكل غبطة أن الشعب الكويتي ما زال معطاء بطبيعته.

فشكراً لشابات وشباب الأديادي البيضاء لهذا العمل الإنساني الجليل.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك