محنة الغزو كانت مشتركة بين الكويت والعراق!.. هكذا يعتقد خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1884 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  'الحب والصمود والحرية'

خالد أحمد الطراح

 

عشرات السنين، تخيلتها أن تكون كافية لطي ذكريات وأيام مثقلة بالحزن والآلام.. تخيلت أن تلك السنين تجعل الكاتب والأديب والفنان يطوي خلفه شهور الغزو الصدامي، لكنني كنت مخطئا حين وجدت بين يديّ كتابا صدر حديثا بعنوان «الحب والصمود والحرية.. شاهد عيان على الغزو العراقي»، أهدتني إياه الأخت الفاضلة عزيزة البسام.
فعلا، «أبت»، الأخت عزيزة، كما ذكر مقدم الكتاب أخي الكبير الدكتور سليمان الشطي، «إلا أن تعيدنا إلى ذاك الزمان الغابر وتفجر في القلوب ذكريات مؤلمة وأسئلة محيرة، بعضها أجاب عنها الزمن على مر السنوات الماضية والبعض الآخر ما زالت تكابد ذاكرة المواطن بحثا عن إجابة»!
منذ التحرير إلى اليوم والأخت عزيزة، كما يبدو، تسترجع مشاهداتها لمحنة الغزو، فمن المستحيل «من ينسى منابع الجراح ودخان حرق آبار النفط»، إلى اليوم الذي جلست فيه لتسطر مشاهداتها سعيا إلى إزاحة كوابيس الظلم ومشاهدات مازالت تدمي القلب وتبكي العقل.
سطر قلم الأستاذة عزيزة مشاهدات الغزو وهي مزيج من التفاؤل والحب بين أهل الكويت، ودموع تنهمر على شباب، منهم من لقي حتفه شهيدا، وآخرون نجوا بأعجوبة من بطش عسكري يجهل معاني الإنسانية.
بين الحصار والغزو ونزوح بعض الأسر إلى السعودية، لأسباب وظروف اكبر من الإنسان نفسه، سجلت ذاكرة عزيزة تفاصيل دقيقة بعضها خاصة بها والبعض الآخر يخص أهل الكويت لكنها استطاعت بتمكن من سرد الرواية والذكريات.
نحن اليوم في مطلع عام 2015، وميدان الكتابة والتوثيق ما زال يشهد تدفقا حول الغزو من زوايا مختلفة، ولاشك أن في ذلك أكثر من مبرر، إلا أنني ما زلت على قناعة ان جميع أفراد المجتمع مازال يجتهد ويعمل في توثيق العمل الشعبي بعيون محايدة تهدف إلى إبراز الدور الشعبي داخل الكويت وخارجها باستثناء، للأسف، الأجهزة الرسمية المعنية بالتوثيق.
من المؤكد أن كتاب الأخت عزيزة لن يكون آخر السيل وربما تصدر كتبا حديثة من أشقائنا العراقيين، فمحنة الغزو كانت مشتركة، ولا شك ان المساعي الشعبية ستستمر نحو تعزيز علاقات المحبة وحسن الجوار مع العراق الشقيق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك