تحرير الكويت كان يفترض أن يعقبه تحررا من 'العنصرية'!.. بقلم تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 1316 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  تحرير الكويت.. والتحرر من 'العنصرية'!

د. تركي العازمي

 

اجتمع بنا الشيخ سعود الناصر الصباح سفيرنا في واشنطن رحمة الله عليه في فندق بالكوبلي ـ بوسطن أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم وكان الحضور من طلبة يدرسون في مدينة بوسطن.

بعد ذلك الاجتماع بفترة اتصل بي الملحق الثقافي الحبيب المرحوم فهد عبدالله العدواني رحمة الله عليه وطلب مني التطوع مع الجيش الأميركي وكنت حينذاك طالبا خريجا أدرس على حسابي الخاص ومستثنى من شروط «الفيزا» أعمل مشغل مختبرات في نفس الجامعة التي أدرس بها والاستثناء دعمه وضع الكويت وحصولي على مرتبة الشرف....

المهم «ضربت بعرض الحائط كل المصالح» وتطوعت مع الدفعة الأولى وكان معي فهد العدواني الذي يسكن معي ودكتور عمر البناي ومجموعة طيبة وتحررت الكويت... فماذا بعد 24 عاما من التحرير!

لقد ذكرت هذه الديباجة بعد أن وقعت عيناي على صورة المرحوم «أبو فواز» الشيخ سعود الناصر٬ في الصحف ضمن أخبار احتفالات الكويت في يومي 25 و26 فبراير وربطت تلقائيا تلك المرحلة بالأوضاع التي نعيشها حاليا!

ليكن بمعلوم الجميع أنني أرى وسأبقى مقتنعا بهذا الرأي إن تحرير الكويت كان يفترض أن يعقبه تحررا من «العنصرية» البغضاء التي باتت سمة تميز الحالة الكويتية بعد تحرير الكويت!

هناك فرق بين «العنصرية» و«الحمية» ويبدو أن كثيرا منا قد التبس عليه الأمر فشتان بينهما... ولأننا نتعلم من منهج السنة النبوية فنذكر هنا حديثا لصفوة الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نصه «انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره!».

الحاصل إن الواقع مؤلم حيث العنصرية مطبقة بشكل مؤلم فقد تعدت كل الصور المؤلمة لدرجة إن بعض الكتل تحمي بعض أفرادها دون سواهم حتى وإن كان الفرد «ما يسرح في التالية من الغنم» بمعنى «مافيه طب» أو خارج نطاق السلوك الاجتماعي والمهني المطلوب اتباعه وكذلك الحال بالنسبة للقبيلة تجد البعض مع ربعه القريبين «من فخذه أو منحازين لفخذ معين والباقي» إسمح لي...!

الحمية يجب أن تكون ضمن نطاق الأخلاق وحسن التواصل ومفهوم الحديث الشريف الذي ذكرناه أعلاه.

لذلك٬ نحن مع «الحمية» ونناشد الجميع الابتعاد عن «العنصرية» وأن تكون «الحمية» من باب صلة الرحم وحسن الخلق والعدل في الـــ«الفزعة»!

على المستوى الاجتماعي... يجب أن ننصهر في قالب واحد وأن نحاسب ونحمي المظلوم والظالم وفق مسطرة أرقامها تشكل بنود حوكمة عادلة اجتماعيا سياسيا٬ مؤسساتيا... وهلم جرا.

صحيح أن الواقع مؤلم لكن رغم مرارة الواقع وتدحرج الوضع من سيئ إلى أسوأ نبقى متمسكين في توجيه النصيحة حتى تتحرر الكويت من الممارسات العنصرية ويصبح الفرد الكويتي قبليا كان أو فردا من كتلة يقابل بنفس المعاملة العادلة دون تمييز وأن نجتنب الظن «إن بعض الظن إثم» كما ذكر المولى عز شأنه... فهل من متعظ؟... الله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك