عن اضطهاد مسلمي سريلانكا!.. يكتب عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 1305 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  اضطهاد مسلمي سريلانكا.. إلى متى؟

د. عصام عبد اللطيف الدعيج

 

لا أعلم الى متى سيستمر اضطهاد المسلمين في العالم، والى متى سيستمر الصمت العالمي امام ذلك، باستثناء الشعور بالقلق والاستنكار والاستهجان!! ألهذا وُضعت الأمم المتحدة، أم أنها ستكرر فشل “عصبة الأمم”؟!!
يشتكي مسلمو سيريلانكا من العنف المتكرر عليهم بين فترة وأخرى، والذي يتمثل في حرق بعض المساجد، وقتل بعض المسلمين، وحرق ممتلكاتهم، بلا اي سبب قانوني سوى الاختلاف الديني، ولم يفعلوا ذلك مع المسيحيين، لكن الاعتداء يتم فقط على المسلمين لا غيرهم.
يشكل المسلمون ما يقارب %10 من اجمالي عدد سكان سيريلانكا، وكانوا يواجهون الاضطهاد أثناء الحرب التي دارت بين الجيش الحكومي ومتمردي نمور التاميل، خلال الفترة من 1983 الى 2008م، وقد تعرض المسلمون خلال هذه الفترة للتهجير القسري، ومصادرة ممتلكاتهم من قبل متمردي نمور التاميل، مما تسبب في نزوح عدد كبير من المسلمين من شمال البلد الى مناطق أخرى، وعيشهم في مخيمات للاجئين لفترة طويلة.
ولما انتهت الحرب بهزيمة المتمردين عام 2008م، وكان المسلمون يساندون الحكومة خلال فترة الحرب، بدأت تظهر ما تسمى بمجموعات متطرفة ذات طابع عنصري من البوذيين، بقيادة بعض الرهبان المتطرفين، ممن رأوا ان الدور جاء على المسلمين للقضاء عليهم اقتصاديا وسياسيا.وبدأت هذه المجموعات تنشر الأفكار العنصرية والمتطرفة، التي لاقت قبولا من قبل جزء من المجتمع البوذي، وقد ركزوا في خطاباتهم التحريضية على ان سيريلانكا دولة بوذية، لا حقوق لغير البوذيين فيها، وأن على كل الأقليات الانصياع لأوامر وتعليمات البوذيين لكونهم أصحاب الوطن، وتغاضت السلطات عن نشاطات تلك المجموعات من الخطابات العنصرية والتحريضية ضد المسلمين، وهجومهم على ممتلكات المسلمين ومساجدهم.
وأخذت الأحداث منعطفا خطيرا ضد المسلمين، حيث نظمت المجموعات المتطرفة البوذية مهرجانات خطابية، شاركت فيها قيادات تلك المجموعات المتطرفة من الرهبان، وشنوا هجوما لاذعا على المسلمين في خطاباتهم، وحرّضوا الحاضرين من البوذيين المتطرفين لحرق بيوت المسلمين ومحلاتهم ومساجدهم، فالأمر كان علنيا، مثلما جرى في ماينمار ومسجد البابري.
وبعد انتهاء المهرجان، يقود الرهبان مجموعة كبيرة من المتطرفين المسلحين المستعدين سلفا (أي مع سبق الاصرار والترصد) في مسيرة الى منطقة غالبية سكانها من المسلمين، ليبدأوا باضرام النيران في البيوت والمساجد والمحلات التجارية المملوكة للمسلمين في تلك المنطقة، وتقوم مجموعات أخرى بعمليات نهب البيوت والمحلات في المنطقة، وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من الشرطة المحلية التي وقفت متفرجة! مما اضطر سكان المنطقة للهروب الى الغابات، والى مناطق أخرى آمنة نسبيا.
وقال شهود عيان بأن الشرطة فرضت حظر التجول في المنطقة، ولكن لم تطبق الا على المسلمين، حيث ان البلطجية من البوذيين جالوا وصالوا بحماية من الشرطة، ونفذوا الهجوم طوال الليل.
ولما رجع المسلمون في صباح اليوم التالي، وجدوا بيوتهم ومحلاتهم وسياراتهم أكلتها النيران، وكذلك بعض المساجد.واستشهد عدد من المسلمين، بعضهم قتلوا داخل مسجد بطلقات نارية أثناء محاولتهم حماية المسجد من الحرق.والى الآن لم يتم القاء القبض على أحد، أو توجيه التهم الى المحرضين، وذلك على الرغم من وجود أدلة دامغة ظهرت بشكل مقاطع فيديو منتشرة على اليوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت حصيلة أضرار المسلمين نتيجة هجوم يوم واحد فقط: 5 شهداء، وحرق 148 منزلا للمسلمين، ونهب وحرق 83 محلا تجاريا ومقر عمل، والهجوم على 17 مسجداً، وأكثر من 2250 لاجئاً، وقدرت الخسائر المادية بأكثر من 23 مليون دولار !! ان المسلمين بحاجة ماسة للوقوف على الأحداث التي تجري في العالم تجاههم، فما مس المسلمين في سيريلانكا وماينمار من اعتداءات سافرة، مسهم مثلها في العراق وسورية وافغانستان ولبنان، والدور قادم على اليمن وليبيا، فهل ينتظر باقي المسلمين ان يصلهم المس، مثلما كانوا ينتظرون المغولي حتى يحضر السلاح ليقتلهم؟!! ان ما يجري للمسلمين في العالم من تعذيب وتنكيل وقتل في ذمة كل المسلمين، فلا أقل من الدعاء، وهو السلاح الوحيد الذي نمتلكه بلا اذن أحد، ثم تبيان هذه الحقائق للناس عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، ولمزيد من المعلومات يمكن الرجوع للشيخ غوغل وسترون العجب العجاب.
اللهم فرج عن جميع المسلمين، عاجلا غير آجل يا رب العالمين.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك