اعتذار 'السيسي' لـ'تميم' قوة وليس ضعفاً.. برأي عادل الإبراهيم

زاوية الكتاب

كتب 522 مشاهدات 0


الأنباء

قضية ورأي  /  اعتذار الرئيس

عادل الإبراهيم

 

ورة الاتصالات جعلت الشعوب تتقارب أكثر، وأصبحت المعلومة والأخبار تنتقل على الهواء مباشرة وأضحت الأقمار الصناعية تجوب السماء والتي بواسطتها يشاهد العالم اجمع الأحداث لحظة بلحظه هذا التقدم العلمي في مجال الاتصالات يجب أن يخدم البشرية في نقل الصور الحقيقية للشعوب ونقل المعرفة والتراث بالصوت والصورة لشعوب العالم ونحن في العالم العربي كجزء من العالم تربطنا ثورة الاتصالات وجعلتنا اقرب لبعضنا من السابق والانتقال من محطة فضائية إلى أخرى بضغط زر لمشاهدة البرامج في آية دولة عربية على اختلاف أنواعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والإعلامية والتعليمية.

ولكن للأسف ما ينغص هذا التطور التكنولوجي الاستعمال الخاطئ فنجد هناك الكثير من البرامج الحوارية والسياسية خرجت عن المقاصد الأساسية من الإعلام الهادف بنقل المعلومة الصحيحة إلى وسيلة للتعرض الشعوب والتهكم عليها بل وتعدى الأمر ذلك لتسخير العديد من البرامج للنيل من الدول العربية وزعاماتها والتعدي عليها بالقذف والكلمات المشينة والتي يعف اللسان عن ذكرها إلى أن وصل إلى حد غير مسبوق في الانحدار الإعلامي بالتعرض إلى والدة أحد الزعماء العرب الخليجيين لا لشيء سوى لاختلاف وجهات النظر في قضايا خلافية قد يأتي اليوم وتحل وهذا هو المبدأ الذي تقوم عليه السياسة من عدم وجود صديق أو عدو دائم فالأحداث والأشخاص تتغير ويبقى الوجود هو الأساس.

من هنا فإن ما تبثه بعض البرامج من بعض القنوات العربية من انحدار لغوي ولفظي والهجوم على الزعماء العرب لمجرد الاختلاف بل والتعرض إلى الأعراض وتشويه السمعة والتمادي في ذلك بلا شك لا يؤدي إلى التقارب بين الدول العربية نعم من حق الإعلاميين بحكم الرسالة التي يحملونها توجيه النقد البناء دون أي تجريح أو الخروج عن القواعد والأسس الإعلامية في طرح المواضيع بصورة عقلانية وموضوعية.

من هنا يأتي دور الجهات الرسمية المعنية في توضيح الأمور لمختلف وسائل الإعلام في الالتزام الأخلاقي والمهني والتلويح بالمساءلة القانونية لكل من يحاول الإساءة للدول العربية والصديقة ولعلي هنا أشير إلى ما يتم تداوله إعلاميا من اعتذار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأمير قطر عما تعرضت له أسرته وبالأخص والدته الكريمة من هجوم إعلامي قبيح من بعض الإعلاميين، هذا الاعتذار الذي يأتي من أعلى سلطة يجب أن تتجاوب معه الجهات الرسمية الأخرى، وكذلك مقدمو البرامج بالاعتراف بالخطأ والاعتذار لسمو الشيخة، وهذا الاعتذار أمر مستحق خاصة بعد الشجاعة والجرأة التي أبداها الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاعتذار، ما ينم عن قوة وليس ضعفا، وهنا يأتي دور الزعماء عندما تتجاهل الجهات الرسمية دورها في الرقابة وها نحن في الكويت تأتي توجيهات صاحب السمو، في التحذير من التعرض ليس للزعماء فقط بل لأي الشعوب العربية الشقيقة والصديقة والمساس بالروابط والعبث بها أو النيل منها واتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة تجاه من يتعدى تلك الحدود.

نعم، هذه هي الرسالة التي يجب أن تصل لكل الإعلاميين بوسائل الإعلام المختلفة ومستخدمي وسائل الاتصال الاجتماعي بأن للكلمة حدود وحريتها يجب أن تكون مسؤولة وهذا ما نأمله من وسائل إعلامنا العربية بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الشحناء والبغضاء بيننا وان تكون رسائله إعلامية هادفة تقرب ولا تفرق فهل يعي إعلاميونا ذلك.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك