مطلب المعارضة الجديدة!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 522 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  مطلوب معارضة بثوب جديد!

د. وائل الحساوي

 

حالة القلق التي تهيمن على الكويتيين اليوم كبيرة جدا، ولا نكاد نستطيع تفسيرها بسهولة، وهي تمثل حالة احباط عند الكثيرين، ولا تكاد تدخل الى ديوانية او تتناقش مع اشخاص الا وتشعر وكأن الكويت قد انتهت!

اغلب اسباب القلق لدى الناس سببها الشعور بالاختلال الهيكلي لعمل المؤسسات الحكومية وبطء وتيرة الانجاز، مع استمرار مسلسل الفساد وتغلغله في جميع مؤسسات الدولة.

وفي الحقيقة فإني ارى بأن هنالك جهودا طيبة يبذلها رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء في محاولة الاصلاح وايقاف عجلة الفساد، لعلنا نتطرق اليها في مقالات اتية باذن الله ولكن مازال مد الفساد جاريا ولا يمكن ايقافه بسهولة، ناهيك عن تغيير قناعات الشعب الكويتي بجدية الحكومة في محاربة الفساد!

الدستور الكويتي كان واضحا في اعطاء السلطة حق تشكيل الوزارة دون الحاجة لموافقة البرلمان عليها او استشارته فيها، لكنه اعطى البرلمان السلطة الواسعة في محاسبة الحكومة ممثلة برئيسها ووزرائها، حيث نص الدستور على ان الامير يتولى سلطاته بواسطة وزرائه.

اذا فالخلل في نظام المحاسبة للحكومة من مجلس الامة هو السبب الرئيسي في اختلال الموازين التي شهدناها خلال السنوات الست الماضية فقد بالغ بعض نواب المجلس في السابق في تفعيل اداة الاستجواب والمحاسبة للوزراء ولرئيس الحكومة لأسباب قد نتفهمها، وعندما فشلوا في تفعيل تلك الادوات بسبب احتماء الحكومة ببعض النواب «الفداوية» الذين امتلأت ارصدتهم بملايين الدنانير،تحول اولئك النواب الى الشارع لكسب تأييد وتعاطف الشعب معهم، وتمكنوا من إسقاط حكومات عدة.

اليوم وبعد ان زال شبح المعارضة التي شهدها مجلس 2009 ومجلس 2012 فإن النتيجة كانت عكسية اذ ان المجالس التي تشكلت قد كانت بالغة الضعف، وقد عجزت حتى عن جمع عشرة اصوات للتصويت على طلب طرح الثقة بالوزراء.

اليوم وقد شارف عمر المجلس الحالي على بلوغ السنتين، شعر نواب المجلس بأنهم يكادون يفقدون اداتهم الرقابية الاهم وهي استجواب الوزراء، فتنادى بعض النواب لتدارك ما فاتهم ولتفعيل ادوات الاستجواب بعدما كادوا يفقدونها حيث لم يعد الوزراء يأبهون لهم ولا يعيرون تهديداتهم اذنا صاغية، بل ويستهزئ الجميع بهم!

لكن المشكلة هي في من يمكن ان يجتمع النواب على استجوابه وهل سيحصلون على العدد المطلوب لطرح الثقة فيه؟ ولسان حال اولئك النواب هو: دعونا نعاقب الوزير ثم نبحث عن اتهام مناسب له!

في تصوري بأن هؤلاء النواب سيفشلون في مسعاهم وقد يتكالبون على الوزير الاضعف بغض النظر عن مدى مخالفاته.

ان المطلوب اليوم هو تشكيل معارضة جديدة تختلف عن المعارضة السابقة وان تتم الاستفادة من اخطاء المعارضة السابقة، ولا بد ان تشمل تلك المعارضة جميع اطياف الشعب الكويتي، وان تضع لها اهدافا سامية يسعون لتحقيقها من خلال الاساليب الشرعية بعيدا عن العنف والاساليب الممجوجة التي لفظها الشعب الكويتي.

كما ان نواب مجلسنا الحالي الذين نجحوا في اصدار الكثير من التشريعات البرلمانية التي تحسب للمجلس، مطلوب منهم اليوم التركيز على انجاح قوانين: من اين لك هذا؟ وقوانين الذمة المالية، والاهم هو التركيز على استكمال عمل لجان التحقيق البرلمانية في مواضيع التحويلات المالية والايداعات المليونية للنواب! ان تأجيل البت في تلك القضايا وتقاذفها بين المجالس المختلفة يعني الدعم البرلماني لمسيرة الفساد في البلد والتغاضي عن امور واضحة يرى الشعب الكويتي بأنها من اولى الاولويات!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك