الخطر الإيراني ومثلث التحالف 'السعودي – التركي – الباكستاني'!.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1630 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  مثلث التحالف السعودي – التركي – الباكستاني

ناصر المطيري

 

الواقع العربي الراهن يعيش فراغا في القوى الإقليمية التقليدية التي تؤثر في توازن المنطقة حيث لم يعد هناك وجود لسورية وكذلك مصر منشغلة بذاتها ومشكلاتها الداخلية والاقتصادية، لذلك وجدت المملكة العربية السعودية نفسها القوة الإقليمية العربية الوحيدة المتماسكة والمطلوب منها بالتالي تحمل مسؤولية لعب دور اقليمي لإعادة التوازن ومواجهة القوى المحيطة وما يحصل من «قضم» لأطراف الخريطة العربية بدءا من لبنان وسورية وانتهاء باليمن.
وتبلور التحرك السعودي بتدشين حلف سياسي يرتكز على تركيا ويمتد إلى باكستان وكليهما دولتان محاذيتان لإيران، ويأتي هذا الحلف فيما يشبه التحرك المضاد للدور الإيراني الذي أخذ يلتف حول منطقة الخليج ويضرب الخواصر الرخوة في المنطقة العربية، لذلك يأتي الحلف السعودي - التركي - الباكستاني ليشكل التفافة من خلف الحدود الإيرانية سوف تربك حسابات طهران التي مدت ذراعيها حول الخليج من صنعاء إلى دمشق..
وإن الاتجاه السعودي الذي جسده عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز نحو التحالف مع تركيا يستند إلى ادراك لدور تركيا وتأثيرها الإقليمي، فتركيا هي إحدى أهم الدول الكبيرة في المنطقة بقدراتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها السياسي. وهي إلى جانب كونها عضواً في الناتو وفي مجموعة العشرين الدولية، وبموقعها الاستراتيجي بين العالم العربي من ناحية وإسرائيل وإيران من ناحية أخرى، من الدول التي تملك مشروعاً سياسياً واقتصادياً واضحاً، وهو مشروع يتناقض في مضمونه مع المشروع الإسرائيلي الاستيطاني من ناحية، ومع المشروع الطائفي لإيران من ناحية أخرى.
وهي أيضاً كدولة وطنية علمانية أكثر قابلية لأن تتقاطع في مشروعها وسياساتها الإقليمية مع المصالح العربية.
وباعتقادي أن الرياض كانت تتمنى أن تكون مصر ضلعا في مثلث التحالف الجديد مع تركيا ولكن تعذر عليها ذلك لأن مصر اليوم غارقة في مشاكلها السياسية وصعوباتها الاقتصادية ناهيك عن التنافر المصري التركي، فمازالت أنقرة تعتبر ما حدث في الثلاثين من يونيو في القاهرة انقلابا بينما يصر الجانب المصري على التأكيد أنه ثورة ويغذي هذه الأزمة الخلاف حول موقف الحكومتين من جماعة الأخوان المسلمين.
ويرى الأكاديمي والكاتب السعودي د. خالد الدخيل أنه في كل الأحوال، تمثّل زيارة الرئيس التركي تحولاً في الموقف السعودي في الاتجاه الصحيح، وستكون خطوة أولى إلى تغير متوقع في المواقف السياسية لأكثر من دولة في المنطقة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك