عن الفستان الأزرق والكلب!.. يكتب عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  الفستان الأزرق.. والكلب

عبد العزيز صباح الفضلي

 

خلال هذا الأسبوع والذي قبله وقعت أحداث وصدرت أحكام، وظهرت تسريبات جعلتنا نتأكد أن عالمنا الحالي مليء بالمتناقضات، ويحتاج إلى تأهيل في الأخلاق والقيم والمبادئ والسلوكيات.

عالم أصبح الإنصاف فيه عملة نادرة، وكلمة الحق عزيزة، عالم يقدم فيه الناس مصالحهم قبل مبادئهم، ويتنازل المرء عن كرامته من أجل إشباع شهواته، عالم يسلط الضوء على توافه الأمور، ويتعامى عن عظيمها!!

تأملت كيف خرج بعض المصريين في مسيرات تندد بمقتل كلب على يد بعض البلطجية بطريقة وحشية، بينما كان آخرون يرقصون على أشلاء شهداء!!

وتعجبت من انشغال العالم وتسليطه الأضواء على فستان امرأة هل هو أزرق وأسود أم ذهبي وأبيض، ويتغافل ويتعامى عن نساء وأطفال يعيشيون بثياب ممزقة في مخيمات اللاجئين السوريين، أو ثياب تحول لونها إلى اللون الأحمر بعد أن انهمرت عليها براميل الموت من طائرات النظام السوري المجرم!!

وكم استغربت من تصنيف حركة المقاومة الإسلامية «حماس» - على أنها منظمة إرهابية في الوقت الذي يرفض فيه الاطلاع على قضية مرفوعة ضد أحزاب إسرائيلية متطرفة بدعوى عدم الاختصاص!!

لقد كشفت بعض التسريبات التي أظهرتها بعض القنوات العربية، من المتخابِر ومن المتآمر ومن الذي يتدخل في شؤون غيره ومن الذي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار.

ومن العجب أن يتم إقصاء مشايخ وعلماء وفقهاء من أصحاب الاختصاص من لجان شرعية معنية بالإفتاء - بسبب انتماءاتهم الفكرية - ليتم استبدالهم بمنشدين وأعضاء لا يملكون مؤهلات شرعية أو يعرف عنهم التصدر للإفتاء وتقبل الناس فتاواهم!!

وكم تعجبت من تكرار الاتهام - مع كل احتفالات وطنية - للحركة الدستورية وأعضائها بأن لهم مواقف سيئة خلال الغزو العراقي، بينما يشهد القاصي والداني بمواقف رجال ونساء الحركة في الداخل والخارج والدور المشرف الذي قاموا به، والتضحيات التي قدّموها!!

قرأت لبعض المتعالمين كيف يمدح بعض المسؤولين - وهو في نقيض فكره واتجاهه - فقط لأنه اتخذ قرارات فيها إقصاء لخصوم آخرين، وكيف «يتميلح ويقلقص» عند مسؤولين آخرين كي يحصل على منصب ولو على أكتاف غيره.

فتذكرت تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من فتن قادمة تجعل الرجل يبيع دينه لعرَض من الدنيا قليل...فلا حول ولا قوة إلا بالله.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك