المنظر القيادي غير مشجع للنهوض بالبلد!.. هكذا يعتقد تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 413 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  محبة الناس.. 'لا تشترى'!

د. تركي العازمي

 

عندما تدخل تجمعا ما في مكان ما... وتسلم على الحضور فردا فردا وتجد الابتسامة تسبق المصافحة فهذا يعني أنك في محل ترحيب خاصة وإن وجدت من يحرص على السؤال عنك وينصت لك وأنت تتحدث!

كنت وما زلت أردد هذا القول لأن الشيء الوحيد الذي لا تستطيع شراءه هو «محبة الناس»... فإنها لا تُشترى!

إنها كنز ونعمة لا تقدر بثمن وأساس الحصول عليها أخلاق الفرد وهبة الكاريزما وأحيانا العفوية المعتدلة تساعد في ذلك والتربية التي لها دور في تكوين ثقافة الفرد.

إذا كنت على خلق.. ومسطرتك مستقيمة تعامل الكبير والصغير عبر نافذة الاحترام والتقدير فمن الطبيعي أن تجد من يكرهك أو ربما يقول عنك ما لم يقل مالك في الخمر، ليس لأنك سيئ لكن الطرف الآخر معدنه سيئ: «عارف كيف»!

إنها النميمة... والغيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

في ذات يوم أخبرني أحد الزملاء عن حديث لشخص يذم فيه طرف غائب ويقول إنني عندما بحثت وجدت الغائب شخصا طباعه تختلف عما قيل لي ويضيف لقد حاولت التحقق تأثرا بما ورد في مقال سابق حرصت فيه على وجوب التثبت قبل الحكم على الأمور والشخوص.

البارحة حلَّ بعض الطلبة ممن درستهم في الجامعة مادة الإدارة الإستراتيجية قبل عام... كانوا على تواصل معي ويسألونني ويناقشونني عن بعض المواد والجهات التي ينوون العمل بها بعد تخرجهم!

كانوا حريصين على الالتقاء بي وكانت النتيجة دعوتهم على العشاء وهو أقل شيء ممكن أن أعمله كرد جميل على حسن تواصلهم.

لا يهمني موضوع «العزيمة»... بقدر ما يهمني الدافع من ورائها فنحن جبلنا اجتماعيا على حسن التواصل، والروابط الاجتماعية تأثيرها يبقى إلى أبد الآبدين وهي نعمة متى ما تجردت من المصالح الدنيوية!

أقسم بالله العظيم أنك لو وضعت رأسك على الوسادة وراجعت فعاليات يومك وحاسبت نفسك قبل أن يحاسبك المولى عز شأنه لما وجدت الظواهر السلبية منتشرة بين الأفراد لكن تبقى هذه سنة الحياة صراعا بين الخير والشر!

والإصلاح يبدأ من توفير أرضية أساسها المحبة والشفافية والعدل في التعامل مع كل ما يدور من حولنا بدءا بقول الحق دون مجاملة «بطريقة لبقة» وعرض الأمور التي تهم الجميع بشفافية والعدل في الحكم على بعضنا البعض وبسط مبدأ تكافؤ الفرص... ألم يذكر المولى عز شأنه في محكم تنزيله «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين»... فأين نحن منه ومن أحاديث كثيرة تتحدث عن النميمة والخلق والعدل والمساواة... إلخ.

مشكلتنا في غياب هذه الجزئيات المهمة في تعاملاتنا وإدارة شؤوننا والحديث هنا يطول لأن المنظر القيادي غير مشجع للنهوض بالبلد اجتماعيا ومؤسساتيا لكننا رغم هذا وذاك نظل متمسكين في قدرة الله عز شأنه في تحويل الحال من حال إلى حال أفضل والعمل في توجيه النصيحة... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك