الأخطبوط الإيراني يتمدد!.. وائل الحساوي محذراً

زاوية الكتاب

كتب 790 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  إنها الفوضى الخلاقة.. يا غبي!

د. وائل الحساوي

 

من تابع قدوم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الى الكونغرس الاميركي لإلقاء خطبته يشعر وكأنه بطل قومي قد هبط من السماء ليحرر الولايات المتحدة الأميركية، فقد كان الاستقبال حافلا والتصفيق عاليا على الرغم من علم الكونغرس بأنه قد جاء ليتحدى سياسة رئيسه اوباما في موضوع من اهم المواضيع والمتعلق بمعارضة الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي.

لقد استطاع نتنياهو ان يقنع عددا كبيرا من الاميركان بنقطته الاساسية وهي ان ايران بلد استعماري، وانه لا شك سيصنع السلاح النووي ان لم يتم ايقافه، وان سياسة اوباما بالتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي هي سياسة فاشلة ستؤدي الى رفع الحظر الاقتصادي عنها لتزيدها اصرارا على استكمال برنامجها النووي وبالتالي مهاجمة اسرائيل!

لقد ضرب نتنياهو مثلا بخطورة ايران وهو انها قد احتلت حتى الآن اربع دول عربية على الرغم من العقوبات الاقتصادية عليها، وبالرغم من عدم امتلاكها سلاحا نوويا، فكيف لو امتلكت ذلك السلاح؟!

اذاً فقد دافع نتنياهو عن قضايانا المصيرية دون ان يقصد ذلك، ولكن اين نحن من ذلك الدفاع عن انفسنا ونحن نشاهد الاخطبوط الايراني يتمدد ويحيط بنا من كل مكان ويقتلع دولنا الواحدة تلو الاخرى، بينما نشاهد من يؤيده ويسانده، ونرى حفلة الزار التي نشارك فيها بصمت وكأنما نحن قطيع من الغنم يساق الى سكين الجزار وهي مستكينة وساكتة!

لقد استمعت الى كلمة للأخ الفاضل ناصر المصري في مداخلة له في مؤتمر مكافحة الارهاب في مكة المكرمة حيث خاطب الدول العربية بقوله بأننا يجب علينا ارسال ذلك السلاح المكدس في عنابرنا الى اخواننا في سورية ليتصدوا لذلك الغزو الايراني الذي يتهددهم، والذي يقاتلنا في افغانستان والعراق وسورية ولبنان وغيرها.

ونحن نقول بأن اقل ما نستطيع فعله اليوم هو التحرك لفضح التآمر الايراني على بلادنا وكشف حقيقة ذلك الاستعمار الذي يكاد يبتلع بلادنا بدعم غربي وصمت عربي!!

أجرت قناة الـ(CNN) الأميركية مقابلة مع سفير الولايات المتحدة الأميركية السابق لدى اسرائيل (مارتن انديك) وهو من المتطرفين في سياساتهم ضد العرب، وسألته عن المشاكل الحالية بين اوباما ونتنياهو، فقال بإن الولايات المتحدة تمر بأصعب مراحلها سوءا، فالحزب الديموقراطي الذي يعتبر من اكبر الداعمين لاسرائيل يقف في مواجهة مع قيادات اسرائيل!!

قد يتساءل البعض عن سبب الموقف الاميركي من ايران والليونة غير الطبيعية تجاه الاطماع الايرانية والتوسع المحموم في العالم، والحقيقة التي يعرفها العالمون بخفايا الامور هي أن سياسة الولايات المتحدة التي يضعها اليهود بمكر ودهاء تقوم على مبدأ «فرّق تسد» الذي ورثته من الاستعمار البريطاني، فإيران تحقق تلك السياسة للولايات المتحدة عن طريق تمزيق العالم الاسلامي وبث الفتن فيه، كما أن الاهداف الايرانية لا تمس اسرائيل ولا الغرب مهما رفعوا من شعارات معادية للغرب، بل هدفهم هو الهيمنة على البلدان المسلمة واستعمارها.

وقد ساعدت ايران الغرب على احتلال افغانستان والعراق وغيرهما ولم يكن تسليم العراق للحكم الايراني بعد احتلالها غلطة بل خطة محكمة آتت اكلها وساهمت في تدمير ذلك البلد المسلم، انها خطة «الفوضى الخلاقة» التي يدير بها الغرب بلداننا، ولكن يبدو بأن نتنياهو لا يفهم اللعبة ولذلك فهو غاضب، إن لم يكن يؤدي - في الحقيقة - دوره المرسوم!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك