إعادة فلسفة الخطاب الديني يجب أن تمر بفلترة!.. هكذا يعتقد فيصل الشريفي

زاوية الكتاب

كتب 385 مشاهدات 0


الجريدة

الإعلام الخليجي خارج المنافسة!

أ.د فيصل الشريفي

 

يبدو أن دول مجلس التعاون الخليجي أدركت أخيراً ضعف إعلامها الرسمي وشبه الرسمي في مجاراة الأحداث الإقليمية والمحلية، بعد أن فشلت في التصدي ومواجهة محطات ميزانيتها لا تتعدى بضعة آلاف من الدولارات، تبث من أستديو بحجم غرفة نوم مزود بهاتف نقال وكشّاف، ويديره مقدّم وضيف شعارهما خالف تعرف.  
من الواضح أن دول المجلس شعرت بضعف موقفها بعد أن خرج الفكر المتطرف من السيطرة، ونقل مواجهته إلى داخل الملعب الخليجي، حيث استطاع وبفترة قصيرة قلب المعادلة لمصلحته والسيطرة على العقول المتحمسة لربيع الخلافة وبعناوين صممت لضرب ما تبقى من الدول العربية، ومن مدخل طائفي ومذهبي عزز سياسة الإلغاء، وكرس منهج التكفير والقتل.  
المحطات الحكومية كانت هي الأخرى أهم إحدى المنافذ الفكرية التي ساهمت بفترة ما في رعاية الكثير من دعاة الفتنة والغلو وإبرازهم بقصد أو من غير قصد، فأخرجتهم على أنهم القدوة الحسنة مع أن خلفيتهم السياسية والمذهبية لا تحتاج إلى مرشد لمعرفة غاياتهم وأهدافهم.
إن كانت آفة التطرّف قد غزت عقول الشباب من خلال المحطات الدينية بواسطة دعاة 'قصر ثوبك' و'اعفي لحيتك' و'أعصب رأسك' فإن محطات 'مش حتغمض عينيك' هي الأخرى استطاعت التفوق على المحطات الحكومية في جذب أكبر قدر من المشاهدين على حساب القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية.  
مسؤولية ضياع جيل كامل من الشباب يتحمل جزء منها القائمون على الإعلام الذين أثبتوا فشلهم في مواكبة وفهم طبيعة التغير في الخطاب الإعلامي الحاصل في السنوات الأخيرة، فحرية التعبير تعدت حدود الإعلام الحكومي، ولم يعد بالإمكان السيطرة على العقول إلا من خلال مقارعة الحجة بالحجة.
إن إعادة فلسفة الخطاب الديني يجب أن تمر بفلترة، وأن تعود إلى أصولها وقيمها التي جاء بها النبي محمد عليه وعلى آله أفصل الصلاة والسلام، عبر توعية المواطن العربي وتثقيفه من مغبة الاندفاع وراء كل ناعق من زرّاع بذور الفتنة.
لقد أثبتت صناعة الإعلام أنها مهنة تسير حسب الهدف، وهي المسؤولة عن توجيه الرأي العام، والتحكم فيه ضمن خطة معدة سلفاً، وما الأحداث الأخيرة التي صاحبت الإطاحة بنظام قوي كنظام حسني مبارك خلال أيام بكاميرا يتيمة استمرت في نقل أحداث ميدان التحرير إلا تأكيد على ذلك.
نعود إلى الخطر القادم والمتمثل بدعاة النفير لسورية والعراق، والذي تحول بقدرة قادر إلى صمت أو إلى نار تحت الرماد، إذ يتوجب الحذر منهم والتخصير إلى إعلام مضاد محترف يعريهم، ويكشف زيف ادعائهم، فالقضية لم تعد ثورة شعوب بل هي دعوة لإقامة خلافة تأكل كل دولنا ظاهرها إسلامي وباطنها شيطاني.
خلاصة القول رعاية الإعلام الأعور تدور حول المثل العربي 'سمّن كلبك يأكلك'، ومن هم على شاكلة الكلب كثر.
ودمتم سالمين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك