في عالمنا العربي غيبنا ترسيخ معنى الحب والمحبة!.. صالح الشايجي متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 749 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الحب فطرة

صالح الشايجي

 

الحب في الانسان فطرة، وعداه شذوذ عن هذه الفطرة الجميلة.

تم نشر مقطع مصور قصير، لأربعة أولاد أو خمسة، تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات وعشر، وفتاة في مثل أعمارهم تقريبا، ويطلب من كل واحد منهم على حدة، أن يعامل الفتاة برقة ونعومة، فيقوم كل واحد من أولئك الأطفال الصبيان بالتعبير بطريقته الخاصة، مثل المسح على وجنة الفتاة أو على شعرها أو على كتفها. ثم يطلب منهم ضرب الفتاة نفسها، فتكون ردود فعل هؤلاء الأولاد واحدة في رفض ضرب الفتاة.

أما تعبيراتهم في رفضهم ضربها فمتقاربة، فمنهم مثلا من قال: أنا ضد العنف، ومنهم من قال: أنا ضد ضرب المرأة، وثالث زاد قائلا: أنا ضد ضرب المرأة حتى بوردة، وهكذا.

هذا «الكليب» المصور في إحدى الدول الأجنبية، هو ليس عفويا، وبالتأكيد معد له، ولكن المهم هو الرسالة التي يحملها، وهي قاعدة أن «الحب في الانسان فطرة»، إنما الكراهية هي الشذوذ.

وهي ربما قاعدة تتجاوز الانسان الى الطير والحيوان.

الحب إذن بين البشر أو لديهم هو القاعدة، أما الكراهية والبغض والحقد فهي شذوذ عن الفطرة.

الحب، بلا سبب، أما الكراهية فلها أسبابها، وهي غالبا ما تكون ردة فعل، وليست فعلا ابتدائيا.

في عالمنا العربي، غيبنا مع الأسف ترسيخ معنى الحب والمحبة والتقريب بين الناس، وليتنا اكتفينا بهذا التغييب فقط، ولكن رحنا في الاتجاه المعاكس لهذا الهدف الجميل والسامي، فصرنا نزرع مبادئ الاختلاف والتناحر والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، والوطن الواحد، والمجتمع الواحد، وربما البيت الواحد أيضا.

ولعلنا الآن نشهد حصاد ما زرعنا على مدى عقود من السنين، فيما نراه من أفعال «داعش» و«القاعدة» وغيرهما من الذين ضيّقنا صدورهم بقبول الآخر، والحض على الاختلاف معه، وكراهيته وحتى قتله، وإن كانت «القاعدة» تقتل من بعيد، بمعنى أن القاتل لا يرى ضحيته، فإن «داعش» طورت المفهوم، وصار من قتل الى ذبح أو حرق، أي إن الذابح يرى ضحيته، ويتكلم معها، ويجهز لذبحها.

ولا أريد التوسع في نشر هذه الصور البشعة، واللاإنسانية، ولكنما أنبه إلى ضرورة زرع مفاهيم الحب والاقتراب من الآخر، أيا ما كانت ملته أو عقيدته أو عرقه.

الانسان أخو الانسان لا عدوه، هذا هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه مجتمعاتنا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك