من العالم الثالث إلى الأول، بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 675 مشاهدات 0


جهل .. فقر .. فساد إداري .. تنوع الأعراق .. اختلاف الأديان .. لا تمتلك موارد طبيعية .. بلد مليئة بالمستنقعات والبعوض .. البطالة .. أزمة سكن .. ركود اقتصادي ، التاريخ 9 أغسطس 1965 يخرج لي كوان يو أمام التلفزيون ' أنا أؤمن بالاندماج الماليزي ووحدة الأرضين معا ، فهؤلاء الناس مرتبطون بالاقتصاد والموقع الجغرافي ، وصلة القرابة بينهم ' وتوقف عن الحديث ليمسح دموعه ، فبعض الدول ولدت مستقلة ، وبعضها حققت الاستقلال ، أما سنغافورة فرض عليها الاستقلال.

لي كوان يو الأب والمؤسس لسنغافورة وأول رئيس وزراء بعد الاستقلال ، تخيل ايها القارئ الكم الهائل من المشاكل التي تواجهه لتأسيس دولة معدمة ، لم يستسلم لأمر الواقع ولكنه غير الواقع ، واشتهر بمقولته عن حلمه بتحويل سنغافورة ' من واحة من العالم الأول توجد في منطقة من العالم الثالث'.

بلد صغير المساحة حوالي 700 كم مربع بدون موارد ورفعت شعار العمل ثم العمل ، لتأسيس بلد قوي اعتمد لي كوان يو في البداية على توحيد الجبهة الداخلية وخاصة أن البلد خليط من الأعراق من الهنود والصينيين والملاوين وأعراق أخرى ، فوضع مصلحة البلد أولا وجعل اللغة الإنجليزية هي الرسمية في الدولة ليوحد الناس ولا يتم تفضيل عرق على الآخر ، ويكررون في المدارس نحن مواطنوا سنغافورة ونتعهد بأن نكون شعبا متحدا بغض النظر عن الجنس والدين واللغة ونحن مجتمع ديمقراطي مبني على العدالة والمساواة لتحقيق الرخاء والتقدم.

بلد القوانين الصارمة والقانون يطبق على الجميع دون استثناء وليس هناك فرق بين مواطن وآخر زائر أو مقيم ، وتسعينيات القرن الماضي تدخل الرئيس الأمريكي كلينتون للتوسط لشاب امريكي قام بإتلاف الممتلكات العامة ورفض طلبه ، بلد نظافة شوارعها إلى درجة الأناقة ، وقانون يمنع العلكة وإن وجدته يكون في الصيدليات للمحافظة على المرافق العامة وجماليتها ، سرطان الشعوب وتآكل الدول هو الفساد ، عمل لي كوان يو شيء رمزي لمكافحة الفساد بان يلبس الوزراء اللون الأبيض لتأدية القسم ، وعندهم من يتهم بالفساد محاكمته والتشهير به وسائل الإعلام المختلفة.

ما قام به أصبح ملهم فقالت المرأة الحديدية مارجريت تاتشر ' لقد قرأت وحللت كل خطبة من خطب لي كوان يو '، حلم وعمل إرادة وإصرار وعزم رؤية وتخطيط والاهتمام بتعزيز الموارد البشرية ، سنغافورة قدمت للعالم نموذج للطموح وتعزيز قيم تفتقدها دول في هذا العصر ، ونقل البلد من مستنقع الفقر والنسيان إلى واحدة من أرقى دول العالم ، قبل أيام ودع لي كوان يو العالم عن عمر 91 عام ، وفي الختام اعمل بصمت لتترك ضجة في غيابك.

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك