الكويت بحاجة إلى حس وطني صالح ومحايد!.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 467 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  أحد أمرين.. إما غبي أو جاهل؟

د. تركي العازمي

 

في علم القيادة يقال إن الفوضى مفيدة وعددنا فوائدها في مقالات سابقة ونبهنا من استمرارها لكن يبدو لي أنه «لا حياة لمن تنادي».

البارحة وصلتني رسالة من زميل خليجي تربطني به علاقة امتدت لعقود يقول فيها «أنت رائع حين تتجاهل من يسيء إليك.. وكريم حين تأخذ أحزان غيرك.. ومنصف حين تهتم بمن لا يهتم بك.. وجميل عندما تبتسم وفي قلبك حزن عميق...لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس٬ ابحث عنها في ضميرك.. فإذا ارتاح الضمير٬ ارتفع المقام وإذا عرفت نفسك٬ فلا يضرك ما قيل فيك.. لا تحمل هم الدنيا فإنها لله٬ ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله٬ ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله.. فقط احمل هما واحدا: كيف ترضي الله؟... لأنك لو أرضيت الله: رضي الله عنك وأرضاك وكفاك وغناك؟»... انتهى الاقتباس.

هذه الرسالة لها مضمون فريد من نوعه ومن قرأه ولم يستوعبه فهو إما غبي أو جاهل!

نحن لا يعنينا الإنسان البسيط بقدر ما يهمنا كل قيادي تقع على عاتقه مسؤولية حمل الأمانة للبسطاء وهنا يصبح التأكيد على تكرارالتنبيه حول الأخذ باستراتيجية «الفوضى» مهم جدا بعد أن أخذتنا الحياة ومغرياتها إلى حيز الفوضى الهدامة دون إدراك منا بخطورة المضي فيها.

قد لا تترك أثرا لتجاوزاتك أياً كانت... وقد تحرص أشد الحرص على كتمان قول فيه تجريح بشخص آخر وقد تحاول أن تحيك «تربط العصاعص» ظنا منك بأنها الوسيلة لبلوغ الغايات لكنك مهما فعلت فمصيرك الوقوع في شر أعمالك.

إنها القاعدة الإلهية التي يفتقر البعض لفهمها إما لأنه اتصف بالغباء أو جهلاً منه في فهم مجريات الحياة وكيف لنا القبول به والله بالمرصاد لكل فعل نقوم به أو قول ننطق به ولو بالـ«السر».

ولهذه الأسباب كنا وما زلنا نطالب بالمكاشفة للخروج من الأزمة.. مكاشفة يحمل مهمتها رجال يتصفون بالنزاهة غير محسوبين على تيار أو كتلة أو حزب باستثناء المجاميع المعتدلة التي يهمها مستقبل البلاد والعباد.

يقول المولى عز شأنه في محكم تنزيله «وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون»... فالإنسان أكرمه الله بالعقل الذي يستطيع أن يميز من خلاله الغث من السمين والصواب من الخطأ.

من غير المعقول أن نجد كثيرا من الناس يشتكون من سوء إدارة شؤون البلاد... ونخرج ونقول «لا.. الأمور طيبة»، وحتى لو من باب المجاملة لأن المجاملة هنا مضرة أكثر بكثير من منفعتها اللحظية.

على المستوى الشخصي٬ أرى أن الكويت بحاجة إلى حس وطني صالح محايد يرفع عنا البلاء... فما يحصل هو ابتلاء من المولى عز شأنه وكل ما يحصل لنا خير لو أننا احتكمنا إلى العقل الذي يرشدنا إلى النموذج الإصلاحي الذي نحاول بلوغه.

لنبتعد عن العاطفة والمكابرة... ونعود للعقل ونعاين أسباب بداية التيه القيادي الذي نعيش فصوله ونحاول رسم خارطة الطريق الجديدة التي تبني لنا كويت الغد لجيل المستقبل، وهو لم ولن يحدث من دون الأخذ بالنصيحة من العقلاء النزهاء وخلاف ذلك.. «اسمح لي»... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك