نواف بعيجان يكتب - الارهاب الحوثي والتحالف العربي

زاوية الكتاب

كتب 1148 مشاهدات 0



تسترت جماعة الحوثي في بداية الثورة اليمنية بستار شعبوي إصلاحي وسرعان ما إنكشف ذلك الستار مع الوقت حتى تبين أنها جماعة متطرفة لا تمثل سوى أقل من 5% من الشعب اليمني. تجاهلت الجماعة الإرهابية دعوات الحوار والإصلاح الصادرة من مجلس التعاون الخليجي لبدء حوار وطني يهدف إلى إدماج مكونات الشعب اليمني في حكومة وفاق لكن أبت بتحريض من إيران أن تندمج في مجتمعها الإقليمي. لم يكن الدور الايراني خفي في مناصرة الحوثيين منذ بروزهم على الساحة السياسية حتى بتنا نشاهد صور لخامئني في ساحات صنعاء صاحبها تطورت نوعي وكمي في الأسلحة التي بأيديهم مما أعطاهم ميزة عسكرية.
موقف دول الخليج منذ بداية الأزمة اتسم بالحكمة والتأني وذلك لحساسية المشهد السياسي في مجتمع يماثل تعداده السكاني جميع سكان دول الخليج مجتمعة. كما تنادت أصوات بالاصلاح والاندماج السياسي في حكومة مؤقته أو وطنية واعتبار جماعه الحوثي –تجاوزاً- من النسيج الوطني، لكن هذه الدعوات قوبلت بالرفض من قبل الحوثيين وذلك بإيعاز من إيران. كان التاثير الإيراني واضحا في تنامي وصعود الحوثيين منذ استحلال صنعاء وسجن رئيس اليمن عبد ربه ثم هروبه إلى عدن لتكون عاصمة الجمهورية اليمنية ثم الزحف إليها. وكذلك التمدد الحوثي نحو المدن المطلة على البحر الأحمر حيث خط امدادهم الرئيسي من 'قوارب الصيد الايرانية' يعكس الدور الايراني الاستخباراتي والعسكري في تحديد خط تمدد الجماعة.
يعتبر التحالف العربي ضد الحوثيين هو أفضل عمل عسكري تم الترتيب له بعد حرب العرب ضد الدولة العبرية عام 1973، على الرغم  من تأخره إلا أنه خطوة بالاتجاه الصحيح ويدعم ذلك تأييد دول إقليمية وعالمية لهذه المبادرة. هذا النوع من التحالف كان سيؤتي ثمار أفضل لو تم استخدامه في المشهد السوري وقبلة المشهد العراقي ولعلنا لن نرى تلك المآسي التي تحدث في تلك البقاع. العمل العسكري الجوي على الرغم من فعاليته إلا أنه محدود إن لم تكن هناك قوات برية مساندة ولا أدل على ذلك التحالف الغربي على داعش الذي أصبح أقل فعالية بسبب غياب العنصر البري. لتلافي تلك العقبة لابد من دعم جبهات يمنية وطنية داخلية لتعزز المكاسب الاستراتيجية للحملة العسكرية.
شاركت دولة الكويت في التحالف الخليجي وسمعنا أصوات من نواب مجلس الأمة حول مدى شرعية مشاركة الكويت في قصف الحوثيين وأن الحرب الهجومية محرمة حسب دستور الكويت والحرب الدفاعية لا تتم إلا بمرسوم أميري. لا شك أن اعتراضهم ليس كونهم مشرعين للأمة بل اعتراضهم مبني على طائفية جلية وإلا لماذا لم يستنكروا دخول الكويت في التحالف الغربي ضد داعش أو ليس هذا مخالف للدستور؟
نبارك الجهود الخليجية العسكرية ونتمنى أن  تكون هناك تحركات مماثلة في سوريا وقريباُ في المناطق العربية في الطرف الأخر من الخليج كما أن نحثها على المبادرة وليس التعامل كرد فعل للأحداث االمحيطة بنا.

نواف بعيجان المطيري

الآن - رأي: نواف بعيجان المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك