التدخل الإقليمي في اليمن قد يقود إلى حرب أهلية مدمرة!.. هكذا يعتقد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 57 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  اليمن السعيد

وليد الرجيب

 

لم تعد تلك الأوصاف الرومانسية مثل «اليمن السعيد»، تعني شيئاً في الواقع المتحول، وضمن ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، بل لم يعد أي قطر عربي يمكن وصفه بالسعيد، أو بلد الأمن والأمان والحرية، أو تونس الخضراء...الخ.

ولا يمكن إلقاء لوم الدمار والتمزق على العوامل الخارجية فقط، بل ساهمت الأنظمة العربية ذاتها بالتدمير الذاتي، فلم يعد العصر العربي هو عصر النهضة والتحرر، بل ازدادت تبعيته للأجنبي اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، كما ازداد القمع والفساد وإفقار الشعوب وتوقفت التنمية وأهدافها من أجل رخاء وتقدم الشعوب، وتراجعت الدول العربية بشكل غير مسبوق، بل أصبح القتل على الهوية الطائفية أمراً شائعاً في عناوين الصحافة العربية.

فالجميع تابع الصراع الدموي في اليمن، ومحاولة الحوثيين الاستيلاء على الحكم بعد سيطرتهم على مجمل اليمن حتى وصلوا إلى عدن، ما دعا الرئيس اليمني إلى طلب مساعدة دول الخليج لإنقاذ بلاده من نفوذ قوى إقليمية، تحرّك جماعات تابعة لها في اليمن، للهيمنة والسيطرة على باب المندب والتحكم في ممرات الملاحة البحرية الدولية، وهذا التدخل الإقليمي قد يقود إلى حرب أهلية مدمرة في اليمن، مثل العراق وسورية ولبنان.

ودخول دول مجلس التعاون في حرب مباشرة ضد الحوثيين، لا يختلف عن الحروب التي تُشن ضد «داعش» و»القاعدة» و»النصرة»، التي لابد وأن تترك تداعيات خطيرة في مجتمعاتنا، قد يكون أخطرها الاستقطاب الطائفي وسيادة خطاب الكراهية.

وليس من المستبعد أن تُستهدف بعض الدول بعمليات إرهابية بالوكالة، كما حدث أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، عندما أصبحت دول بعينها ساحة عمليات، وتعمق خلالها الشرخ الطائفي في المجتمعات، وهذا الأمر ليس في مصلحة أحد سوى الامبريالية التي ستنعش الحروب سوق السلاح لديها، وهو كذلك في مصلحة الصهيونية التي ستصبح متسيّدة بعد تفتت دولنا ومجتمعاتنا على أسس طائفية وإثنية وعرقية.

بل حتى الدخول في وهم الصراع القومي، واستعادة العرب لزمام المبادرة، وهم لا يعلمون ولا يدركون أن الولايات المتحدة، تستغل هذه الحروب المستمرة لإنقاذ نظامها الرأسمالي من الانهيار، وأنها تستخدم ضرب الحوثيين لإضعاف الموقف الإيراني في مفاوضات النووي، ولتفاهمات تحت شروط ضعف الموقف الإيراني في اليمن.

كما أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تحالف مع أعدائه السابقين من أجل ثورة مضادة لثورة الشعب اليمني، لاستعادة كرسي الحكم مثله مثل أي طاغية يتمسك بكرسي الحكم مهما بلغ الثمن، حتى وإن كان تدمير بلاده كما فعل ويفعل الرئيس السوري.

ولا أحد يعلم إضافة إلى تداعيات الحرب كم سيطول أمدها، فالولايات المتحدة أعلنت أن الحرب على عصابات الدولة الإسلامية ستطول سنوات، فكلما طالت الحروب وتعددت كان ذلك في مصلحة أميركا والصهاينة، فالأولى تريد أن تستولي على ثروات الشرق الأوسط وتنفذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، والثانية ترى أن من مصلحتها تفتيت الدول العربية من أجل تفوقها في المعادلة الإقليمية.

المهم هنا هو تحصين جبهتنا الداخلية، من خلال تخفيف الاحتقان السياسي، وإطلاق سراح السجناء السياسيين وسجناء الرأي، ووقف الملاحقات السياسية والأحكام ضد الشباب الداعي للإصلاح ومكافحة الفساد، وإرساء قواعد نظام ديموقراطي كامل ونظام انتخابي عادل.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك