عن دلالات مؤتمر المانحين الثالث!.. يكتب عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 635 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  دلالات مؤتمر المانحين 3

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

تستضيف دولة الكويت مؤتمر المانحين الثالث للاجئين السوريين، وما ذلك بغريب على كويتنا الحبيبة التي حازت لقب «مركز إنساني عالمي»، بعد نصف قرن من العمل الإنساني والخيري بتنسيق عالمي، سبقتها نصف قرن من العمل الخيري المبسط في الدول ذات الارتباط بالكويت آنذاك.
وتزيد الأهمية عندما يكون ذلك العمل بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، الذي حاز لقب «قائد إنساني عالمي» من أكبر مؤسسة دولية، وهي هيئة الأمم المتحدة.
ولإقامة هذا المؤتمر دلالتان: الأولى: دلالة جميلة، وهي ان دولة الكويت ستبقى الشقيقة المخلصة لجميع بلاد المسلمين، ونفتخر بكل اعتزاز انعقاد هذا المؤتمر في الكويت، فالشعب السوري يستحق النصرة والدعم والمساندة والمساعدة، ويكفينا ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم «اللهم بارك في شامنا» وأحاديث أخرى.
كما أنها تؤكد التضامن العالمي مع الشعب السوري، سياسيا وإنسانيا واقتصاديا، ونأمل ان تكون قريبا حسما عسكريا باذن الله.
الثانية: دلالة مؤلمة، وهي ان انعقاد المؤتمر للمرة “الثالثة” دلالة على استمرار المأساة، ودخولنا العام الرابع للأزمة السورية، دلالة على ان الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، بازدياد عدد القتلى والجرحى والمعاقين والمشردين واللاجئين، وانتشار الدمار والفقر والجوع والجهل والمرض.
ان الناظر إلى المأساة لا يرى اطلالة او فسحة أمل، وكأن الامر منتهيا، ولكن من يرتبط بالله عز وجل لا ييأس، فقد كشفت هذه الأزمة عن الكثير من الأمور، بدءا من ضعف الجسم العربي والاسلامي، ومرورا بانكشاف الوجوه المتنكرة والمقنعة والمتجملة، وانتهاء - وهو الأهم - وضوح تام للعدو الحقيقي لهذه الأمة الاسلامية.لذا..لا يأس بالارتباط بالله عز وجل.
إن هذا المؤتمر يمثل تحدياً كويتياً كبيراً على المستوى الحكومي، ومؤسسات القطاع الخاص، وجمعيات النفع العام، لتقديم دعم يليق بسمعة دولة الكويت، ويليق بحاجة الشعب السوري الكريم، خصوصا مع تميز دولة الكويت بأنها أسرع الدول التزاماً بتقديم مساهماتها، ومن دون خصم خدمات ادارية كما تفعل معظم دول العالم، كما انها الأكثر تنفيذا لتسليم المساعدات لمستحقيها نقداً او غذاءً او عيناً، من ملابس وبطانيات ودفايات.. وغير ذلك، اضافة إلى توفير خدمات العلاج والتعليم، وبناء مرافق خاصة لهم حيثما يكونوا.
ولعله من المناسب ان ندعو جميع الدول لفتح المجال لجمع التبرعات عبر الجمعيات الخيرية المعتمدة بها، وأدعو كذلك شركات الطيران بمنح تذاكر مجانية لكل من يشارك في وفود إغاثية، على مدار العام.
كل الشكر للقائد الإنساني العالمي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله على استضافته مؤتمر المانحين الثالث للاجئين السوريين، وأسأل الله ان يعجل بفرجهم وعودتهم إلى بلدهم بكل عزة وكرامة.
٭٭٭
قال ابن القيم: «اذا أصبح العبد وأمسى، وليس همه إلا الله وحده، تحمّل الله سبحانه حوائجه كلها».

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك