الدولة لم تعمل بجدية على محاورة الحراك وتقصّي أسبابه!.. برأي سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 359 مشاهدات 0


القبس

الفجوة بين الشباب والدولة!

سعاد المعجل

 

نكررها للمرة الألف.. لا يمكن للتعامل الأمني، ولا للعنف أن يوفرا حلولاً لأي قضية أو مشكلة! ما حدث في ساحة الإرادة، وبغضّ النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع المتجمعين أو مع توجهاتهم أو مشروعهم.. هو أمر لا يؤدي إلا الى المزيد من التصعيد.. والضغينة في الأنفس! وهذا ليس رأياً، وإنما واقع من التاريخ، تؤكده مشاهد الحاضر وأحداثه!
لا ننكر أن العنف السياسي قد أصبح مشهداً مألوفاً في عالمنا العربي اليوم على وجه الخصوص، وفي العالم من حولنا بشكل عام.. وأيا كان الطرف الممارس للعنف، فإن مجرد اللجوء إليه يعبّر عن أزمة حقيقية في المجتمع والدولة!
ونحن هنا في الكويت لدينا أزمات، وليست أزمة واحدة وحسب.. أبرزها جهل او عجز او فشل الدولة بمؤسساتها في احتواء هؤلاء «المشاغبين» في نظرها! فمنذ بداية الحراك الشبابي لم تعمل الدولة بجدية على محاورة ذلك الحراك وتقصّي أسباب انفجاره، بل على العكس تماماً، فقد شرعت بمؤسساتها الأمنية وغير الأمنية احياناً على استفزاز شريحة الشباب، لا احتوائهم حين أنشأت مؤسسات وهيئات يفترض أن تكون شبابية، كصندوق رعاية المشاريع الصغيرة، الذي أصبح سلطة بحد ذاته، ووزارة الشباب التي لم تطرح حتى الآن ـــ برأينا ـــ سوى توصيات فئوية ومشاريع نخبوية ضاعفت من حجم المشكلة ولم تحلها!
الشباب الذين لا يزالون مُصرّين على ارتياد ساحة الإرادة يملكون «ألف عذر وعذر» في ذلك، فالفاسدون لايزالون بمعزل عن العقاب، والمرتشون ربما يترأسون لجاناً لمراقبة الرشى.
الدولة ـــ وبكل أسف ـــ مُصرّة على استرجاع أدواتها القديمة، في تعاملها مع واقع ووعي شبابي، يختلف كليةً عن وعي جيلي الستينات والسبعينات!
إن اعتماد الخيار الأمني الخشن، هو اختيار ثبت بالدليل القاطع عدم جدواه، وأخشى ما نخشى أن تصل بنا الحال يوماً إلى أوضاع قد يصعب التعامل معها، أو أن تتسع الفجوة بين الشباب ومؤسسات الدولة بشكل قد يدخلنا في نفق مظلم!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك