زيادة المعروض من النفط بالأسواق العالمية

الاقتصاد الآن

المضف: بلغت 2.5 مليون برميل يوميا خلال يناير الماضي

926 مشاهدات 0


قال العضو المنتدب للتسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية ناصر بدر المضف ان الزيادة في المعروض من النفط بالأسواق العالمية بلغت 5ر2 مليون برميل يوميا خلال يناير و 3ر1 مليون برميل خلال فبراير الماضي.
واوضح المضف في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان انخفاض اسعار النفط يعود الى عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية من اهمها ميزان العرض والطلب العالمي وترقب المباحثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي الايراني إضافة إلى عوامل لوجستية وتغيرات جوهرية في سوق النفط.
واضاف ان أسواق النفط العالمية شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية تراجعا في أسعار النفط الخام القياسية وذلك بعد الارتفاع المؤقت للأسعار خلال شهر فبراير الماضي مبينا ان اهم تلك العوامل التي اثرت على الاسعار زيادة مستوى المعروض من النفط الخام عالميا عن مستوى الطلب بمقدار 5ر2 مليون برميل يوميا خلال شهر يناير و 3ر1 مليون برميل يوميا خلال شهر فبراير الماضي.
وقال ان التوقعات تشير إلى استمرار وجود فائض من النفط خلال الربع الثاني وذلك مع بداية موسم صيانة المصافي عالميا ومن المتوقع أن ينخفض الفائض تدريجيا خلال الربعين الثالث والرابع من العام الحالي.
ولفت الى انه من هذه العوامل استمرار ارتفاع مستوى إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية حيث وصل الإنتاج إلى 61ر5 مليون برميل يوميا وذلك على الرغم من الانخفاض في عدد منصات الحفر وخصوصا الأفقية إلى ما يقارب 829 منصة حتى مارس مقارنة بنحو 1350 منصة في عام 2014 'وهو ما يدل على زيادة كفاءة الإنتاج مع تقليل التكلفة'.
واشار الى ان معدل إنتاج النفط الخام الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية وصل في شهر مارس إلى 30ر9 مليون برميل يوميا وهو أعلى معدل إنتاج منذ عدة عقود كما ارتفع معدل إنتاج كندا من النفط الخام إلى أكثر من 3ر4 مليون برميل يوميا في عام 2015 حتى الآن أي بزيادة تقدر بنحو 100 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع عام 2014.
واوضح ان من تلك العوامل التي اثرت على اسواق النفط ارتفاع المخزون التجاري للنفط الخام والمنتجات البترولية خلال شهر مارس 2015 وبزيادة مقدارها 5 في المئة عن عام 2014 موضحا ان مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية فقط ارتفع بشكل قياسي ووصل إلى مستوى 5ر485 مليون برميل في شهر مارس 2015 مقارنة بنحو 8ر385 مليون برميل يوميا في نفس الشهر لسنة 2014 أي بزيادة تقدر بنحو 100 مليون برميل تقريبا.
وافاد بان صادرات دول غرب أفريقيا (نيجيريا وأنغولا) وأمريكا اللاتينية (المكسيك وفنزويلا) من النفط الخام إلى دول شرق أسيا خصوصا الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية استمرت في الزيادة بعدما تقلصت صادراتها من النفط إلى الولايات المتحدة بسبب تدفق كميات ضخمة من النفط الكندي الثقيل إلى سوق أمريكا.
واوضح ان ذلك جعل التنافس يحتدم في سوق آسيا حيث تسعى كثير من الدول لزيادة حصتها السوقية في دول شرق آسيا من خلال تبني سياسة تسعيرية منافسة على الرغم من ارتفاع سعر الشحن البحري من أفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى دول شرق آسيا.
وبخصوص الطلب العالمي على النفط الخام قال المضف أنه في الربع الثاني من كل عام حيث من المتوقع أن يصل إجمالي الطاقة التكريرية التي ستتأثر بسبب الصيانة الدورية في العالم إلى نحو 5 ملايين برميل يوميا في شهر ابريل و5ر4 مليون برميل يوميا في مايو و5ر3 مليون برميل يوميا في يونيو خصوصا في آسيا ثم تتبعها مصافي التكرير في الولايات المتحدة ودول أوروبا فان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على المنتجات البترولية مع ارتفاع في هوامش الربح للمصافي خلال الربع الثاني من السنة.
وقال المضف انه وبسبب انخفاض حدة التوتر السياسي ما بين إيران والغرب من ضمن عوامل انخفاض الاسعار لا سيما بعد الأخبار عن عقد عدة اجتماعات الى جانب التطورات الإيجابية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني فان كثيرا من المحللين في السوق النفطية يتوقع بأن تعود إيران خلال أشهر للسوق النفطي بكامل صادراتها النفطية أي بنفس مستويات الفترة ما قبل الحظر الاقتصادي وهي تقريبا 5ر2 مليون برميل يوميا.
واشار الى ان هنالك كميات كبيرة من النفط الايراني مخزنة حاليا على متن بواخر في الخليج العربي وتقدر هذه الكميات بحوالي بين 20 الى 30 مليون برميل.
واضاف انه من عوامل الانخفاض في الاسعار ايضا ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية وخصوصا اليورو وذلك يرجع إلى تحسن الاقتصاد الأمريكي الكلي ممثلا بانخفاض معدل البطالة وزيادة النمو الاقتصادي وكبح جماح معدل التضخم إضافة إلى قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية (البنك المركزي) بالإبقاء على معدل منخفض لسعر الفائدة حتى شهر يونيو القادم.
وعن منظمة (اوبك) قال المضف ان منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) استمرت في تحديد سقف إنتاج الدول الأعضاء عند 30 مليون برميل يوميا إلا أن هناك بعض الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع انتاج بعض دول منظمة اوبك من النفط الخام ليصل الإجمالي إلى أكثر من 300 ألف برميل يوميا فوق سقف الانتاج المتفق عليه.
وبين ان من عوامل انخفاض الاسعار زيادة إنتاج العراق من النفط الخام في شهر مارس 2015 إلى 6ر3 مليون برميل يوميا مقارنة ب 25ر3 مليون برميل يوميا لشهر فبراير في نفس السنة حيث انخفضت صادرات النفط الخام العراقية في شهر فبراير وذلك بسبب سوء الاوضاع الجوية مما تسبب في خفض صادرات النفط في الموانئ العراقية خلال النصف الأول من شهر فبراير الماضي.
ولفت المضف الى ارتفاع معدل إنتاج النفط الخام الليبي في شهر مارس ليبلغ 450 الف برميل يوميا أي بارتفاع مقداره 150 ألف برميل يوميا عن شهر فبراير 2015.
وقال المضف انه وعلي الرغم من الانخفاض المحتمل لأسعار النفط في الربع الثاني من السنة إلا أنه من المتوقع أن تعاود الأسعار الاتجاه التصاعدي خلال الربع الثالث وذلك لانخفاض الفائض النفطي العالمي تدريجيا بسبب انخفاض الأسعار مما يعزز الطلب على النفط عالميا.
واكد ان ذلك سيكون بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على النفط وخصوصا في الدول المنتجة للنفط وذلك للاستهلاك المحلي خلال فصل الصيف ما قد يقلل صادراتها مبينا ان المتوقع خلال الربع الرابع من السنة هو زيادة في الطلب للنفط الخام بشكل عام ووقود التدفئة بشكل خاص في الدول المستهلكة لقرب فصل الشتاء.
واختتم المضف حديثه ل(كونا) مؤكدا أنه من الصعب التكهن بالأسعار في ظل هذه العوامل الاقتصادية والسياسية المتسارعة على الساحتين الإقليمية والعالمية ولذلك فإن الملاحظ أن أسعار النفط على المدى القصير (اليومية) تتأثر جدا بالعوامل السيكولوجية في بورصات النفط العالمية والأخبار والأحداث الجيوسياسية.
واكد انه وعلى المديين المتوسط والبعيد فإن عوامل العرض والطلب ستظل هي السائدة والمحرك الأقوى لأسعار النفط وهو ما ستحدده الأشهر القادمة حيث يتضح أن قرار أوبك الأخير بالإبقاء على سقف الانتاج كان قرارا صائبا مبنيا على هدف المحافظة على توازن السوق بناء على العوامل الاقتصادية البحتة (العرض والطلب).

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك