قضية منع الكتب تحتاج إلى وعي وفهم دقيقين!.. حسن كرم ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 424 مشاهدات 0


الوطن

سؤال في محله

حسن علي كرم

 

حسنا فعل النائب الشاب عن الدائرة الثانية راكان النصف الذي قدم سؤالا برلمانيا الى وزير الاعلام في شأن الكتب الممنوعة من التداول في الكويت، وأحسن صنعا بأن أردف سؤاله بسؤال يسأل فيه الوزير «عن الجمل المتسببة في حظر الكتب»، فقضية منع الكتب تحتاج الى وعي وفهم دقيقين، خصوصا اذا أدركنا مسألة الاختلاف في الرأي والتأويل والتفسير للكلمات والجمل والمفردات في الموضوع الواحد من المقصد والمعنى، سيما ان القدرات الكتابية تختلف من كاتب الى آخر بل لعل هناك مصطلحات وأوصافًا تستعمل في المشرق العربي بينما يجهلها القارئ في المغرب العربي وبالعكس، بل ان الجملة الواحدة قد تحمل اكثر من تفسير، ولعلي أظن ان الاختلاف يكمن في الوعي ومستوى الثقافة، فليس كل المثقفين او الكتاب والمتصدين على الأخص لمسألة الرقابة نستطيع ان نضعهم جميعا في قالب واحد، والا فنحن فرضنا فكرا واحدا لعله اقرب ألى الجمود منه الى الحرية.
ان الوعي الثقافي يتطور بتطور الوعي الإدراكي، وبالتالي فما صلح قبل قرون ربما فسد في وقتنا الراهن، وربما قد وجدت كتبا قد كتبت في الازمنة البعيدة، الا انك اذا قرأتها الآن وجدتها عصرية متناغمة مع الزمن الراهن، هذا النوع من الكتابات الواعية والتي تسبق زمنها كان كتابها في العادة محل الجدل والمضايقات بل يرمون في السجون او يهلكون بالحرق بالنار من السلطات الحاكمة او بالتحريض من المتزمتين الذين يجدون في هذه الكتب والكتابات هرطقات وبدعاً، وللأسف أننا ها هنا ورغم كل ما نعيشه من وسائل التقدم فان وعينا الثقافي يتقهقر الى الوراء، وكل ذلك لأننا نعيش فترة الانجذاب الى الماضي الذي ليس كله بالضرورة جيدا، ففي زمن الانفتاح والثورة التكنولوجية من السخف السيطرة على الأفكار ومنع الكتب من التداول، فما يحظر إباحته على الورق يتداول كسرعة البرق عبر الوسائل الالكترونية.
الإباحة في الرأي هي الأصل، فالله سبحانه وتعالى خاطب البشر من خلال العقول كقوله تعالى {لعلكم تدركون} و{لعلكم تعقلون} فالمنع هنا يأتي بخلاف ما اراده الله للبشر الذي خلقه وأحسن خلقه فتبارك الله أحسن الخالقين، من هنا يتعين على المتصدين للرقابة على الكتب ادراك حقائق العصر اولا وادراك قيمة العقل البشري، ولكن هذا لا يعني الإباحة الكاملة وفلت الزمام، فساحتنا ليست من الاتساع لتسع الرصين والجاد من القول او المبتذل والتافه او الساعين للفتنة وضرب كيان المجتمع في العمق، خصوصا بلادنا صغيرة واعداؤنا من الداخل !! ان الكلمة كانت دائماً أمانة، وعلى من يحملها ان يدرك محتواها، فالرقيب عندما يراجع كتابا هو بذلك يحمل أمانة الكلمة ويحمل أمانة توصيل الكلمة الى القارئ دون تعسف او سفه لمحتوى النص، علينا ان ندرك ان الكلمة صناعة وليس كل صانع بالضرورة ماهرا.
والى ان يأتي الوزير برده على سؤال النائب المحترم تظل الرقابة على المصنفات محل الجدل والاتهام!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك