أسانيد دعاة تحرير المرأة قديما وحديثا لم تتغير!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1412 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  يا نساء.. تعرين لننتصر!

د. وائل الحساوي

 

أطلق عدد كبير من المواقع والمدونات على شبكة الانترنت حملة دولية باسم «اليوم العالمي لنزع الحجاب» استعانت فيها بصورة امرأة تخلع نقابها وجزءا كبيرا من ملابسها، وقالت ان هذا هو نموذج الحجاب «الذي تريده ولا ترضى بغيره بديلا» ردا على ملابس عرضتها حركة المقاومة الالكترونية (حماسنا) على المطربة اللبنانية هيفاء وهبي.

وكانت «حماسنا» التي اطلقها نشطاء انترنت اسلاميون بدأت حملة «اليوم العالمي للحجاب» في 25 فبراير الماضي واستمرت لمدة اسبوع واستهلتها بدعوة الى هيفاء وهبي «لارتداء ملابس محتشمة» قالت انها ستقوم بتوفيرها من دون مقابل، مع صورة لزوجة الرئيس التركي (السابق) عبدالله غول مرتدية الحجاب ومحتفية بكونها اول امرأة محجبة تدخل القصر الرئاسي في تركيا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية واعلان العلمانية على يد كمال اتاتورك.

واعتبرت المواقع والمنتديات التي اطلقت حملة نزع الحجاب هذه النصيحة تدخلا في شؤون خاصة وارهابا فكريا، وطالبت كل امرأة وفتاة بخلع حجابها للرد على من وصفوهم «بالاصوليين والاخوانيين الراغبين في تكميم المرأة وحرمانها من حقوقها الشخصية والاجتماعية والدينية».

بدأت الحملة التي اشتركت فيها مواقع ومدونات عربية علمانية وقبطية وتونسية بدعوات للمشاركة عبر المجموعات البريدية وعبر موقع «فيس بوك» وتضمنت رسالة بتوقيع الدكتورة الهام المانع تطالب فيها بخلع الحجاب وتبرر ذلك بأن «شعرها ليس رمزا جنسيا تخجل منه، وجسدها ليس مسرحا لتهيؤات شهوانية، وانها كائن سامٍ بشعرها وجسدها» وتم وضع صور لنساء يخلعن الحجاب والاستعانة بصورة قديمة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة خلال نزعه لحجاب امرأة وقال محمد السيد رئيس حركة المقاومة الالكترونية ان نحو 30 موقعا ومدونة الكترونية تشارك حتى الآن في الحملة المضادة لهم والتي لم تحدد سقفا زمنيا لها.

وتقول الحملة موجهة رسالة عامة للنساء المسلمات ان «الحجاب لم يكن يوما فريضة دينية او ركنا من اركان الاسلام، ولانه رمز استعباد المرأة، فليكن يوم 8 مارس يوما لنزع الحجاب، لتوعية المخدوعات بشعارات الاسلامويين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها لعورة ونصف انسان، وتضامنا مع اللواتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن».

واستطردت «الحجاب ليس حرية ملبس بل اجبار عقائدي واول خطوة للنقاب وعودة استعباد المرأة.

الصمت على ان الحجاب فريضة سادسة وقدس اقداس الاسلام وهذه كذبة كبيرة، تعني السكوت على تغلغل افكار سلفية».

وتابعت الهام المانع حسبما هو منسوب لها «انا لا ادعوك الى الكف عن صلاتك، لا ادعوك الى التوقف عن صيامك، لا ادعوك الى الكف عن الايمان بالله عز وجل بل ادعوك الى نزع حجابك».

وقالت «انت كأنا قادرة على ان اكون فاضلة في الخلق والتعامل، دون حجاب يغطيني، سلوكي هو الحكم، لا قطعة من قماش».

الصيد في الماء العكر!!

في الوقت الذي يترنح فيه العالم العربي والاسلامي تحت وطأة الحروب المدمرة التي تجتاح مدنا كثيرة وتفتك بآلاف الابرياء، في ذلك الوقت بالذات يتغلغل اصحاب المبادئ الهدامة لينشروا مبادئهم الهدامة في اوساط المسلمين، ويحاولون القاء الشبهات والطعون في صلاحية الدين الاسلامي وليجردوا الامة من جميع ما تملك من عزة وكرامة، وليسيروا بها بخطى واسعة الى ازمنة الجاهلية.

في الاسبوع الماضي قام بعض مسؤولي وزارة التربية والتعليم في مصر بتجميع كمية من الكتب الاسلامية ثم حرقوها في فناء مدرسة، وبالامس تحركت اطراف مشبوهة لتنظيم مليونية «خلع الحجاب» في ميدان التحرير بمصر، مما يذكرنا بأيام داعية حقوق الانسان «قاسم امين» واقدام النساء بقيادة «صفية زغلول» زوجة سعد زغلول على نفس الحركة لاعلان تحرير المرأة!!

بالطبع فإن الادلة المنطقية التي يستند اليها دعاة تحرير المرأة قديما وحديثا لم تتغير، وهي حجج واهية لاتستحق الرد عليها، ولكن لاشك بأن ذلك الزخم الكبير الذي يرافق تلك الحملة من شأنه تشكيك الكثير من النساء بالثوابت الدينية التي يؤمنَّ بها، ومن شأنه اجتذاب الملايين الى السير مغمض العينين وراء الدعاة الذين يضربون على وتر التصدي للارهاب ومحاربة الجماعات المتأسلمة التي تسعى لتدمير مصر!!

وللاسف فإن قيادات الازهر الشريف قد ركزوا جهودهم على التصدي لمناوئي النظام ووصفهم بأقذع الصفات، بينما يغضون الطرف عن التحرك العلماني الخبيث الذي يقوده اولئك المشبوهون وهيمنتهم على وسائل الاعلام والتعليم، واخرها الجدل الذي اثاره الاعلامي اسلام بحيري وهجومه على الأئمة الاربعة رضوان الله عليهم من خلال برنامج على احدى الفضائيات!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك