خطر تزوير التاريخ القديم للكويت!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0


القبس

العبث بالتاريخ..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من الهواة العابثين بالتاريخ الكويتي، يجمعون الوثائق والمخطوطات القديمة بكميات كبيرة غير معقولة لما يملكون من مال، حيث إن هناك، كما هو متداول، من يمدهم بتلك الأموال، وان وراء ذلك مخططاً للإغارة على المعلومات الموجودة في هذه الوثائق، ومحاولة تغيير وتبديل الأسماء والمواقع مثلما فعل أحدهم معي، عندما زور وثيقة عدسانية في إحدى الدول العربية، وأراد مني أن أصدر له شهادة بأصالتها وقدمها وصحة معلوماتها، وإذ به قد زور فيها مواقع وأسماء، وكانت بغيته التجارة كما هو الظاهر!
لقد وصلني أن هناك من شكّل لجنة أو قل لجاناً أو تفرعات منها ليزور التاريخ القديم للكويت ــ لنفسه أو لجماعته ــ وإدخال ما ليس منه من مواقع وشخصيات وحوادث، كما فعل بعضهم، من إصدار كتب وتغيير رسم المعلومات الموجودة حتى في الوثائق الأجنبية لمصلحتهم، وأعرف في الوقت نفسه شخصيات كويتية غيورة على كويتها بصدد رفع دعاوى حفاظا على التاريخ وحقوق أهله، مدعمة بالوثائق العدسانية وغيرها.
أدعو المؤرخين والمخلصين الأوفياء للكويت، من أساتذة ومتخصصين ومراكز علمية وتاريخية، بل ومحامين، ألا يتركوا العابثين من الذين يمكرون بالليل والنهار بالإغارة على تاريخنا، ويفرضون على أهل الكويت الأصلاء الأوائل، وعلى الأجيال الحاضرة والمستقبلة، زيفهم وتزويرهم للتاريخ، وأن يتنبهوا لهذا المكر، والرد عليه بالحجة الدامغة، وهي الوثائق العدسانية والخرائط المسحية الجوية، بل والوثائق الأجنبية، مثل العثمانية والبريطانية والفرنسية والرواية الشفهية من كبار السن وغيرهم، وكذلك أن يعتمدوا على أخبار المجلات والجرائد العربية القديمة، التي أبرزت ونشرت حقائق لا يستطيع هؤلاء أن يصمدوا أمامها. وأزيد على ما سبق الاستفادة من المعلومات في الكتب بطبعاتها القديمة، التي لا يعتريها التزوير والكذب، لأنها جميعها تحكي واقعاً ملموساً ومشاهداً بأهله وحوادثه ومواقعه، يرونه بأم أعينهم في وقته.. والله المستعان.

• المكروه.
«مكروهة وجابت بنت، سموها خراب البيت»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك