'جائرة'.. حسن كرم منتقداً حملة الهجوم على وزير التربية

زاوية الكتاب

كتب 319 مشاهدات 0


الوطن

وزير التربية لم يقل شيئاً يخالف الواقع

حسن علي كرم

 

لماذا هذه الحملة الجائرة على وزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى لمجرد ملاحظات عابرة نسبت اليه، قالها او لم يقلها الا انه سرعان ما نفاها في اليوم التالي، معللا عدم الدقة في النقل؟، وبغض النظر ان كان الوزير طري العود في السياسة قد نقلت عنه كلمات حرفت عن سياقها، الا ان ما قاله (على اعتبار صحة المنسوب اليه) قد قاله بحسن نية ومن منطلق اصلاحي، الا ان الصائدين بالمياه العكرة وجدوها فرصة لجلد أفكار الرجل لعلهم ينجحون في ازاحته من موقعه حيث ان وجوده يبدو قد شكل خطرا عليهم، لاسيما في مواقع تربوية وتعليمية باتت حصوناً قوية وحقاً مكتسبا لبعض التيارات بعد سنوات من الهيمنة والثبات على اخطر مؤسسة في الدولة وهي التربية والتعليم، هل ينكر أحد هيمنة تيارات الاسلام السياسي وتحديدا الاخوان والسلف على مفاصل الدولة ولاسيما التربية والتعليم والأوقاف والاعلام، قطعا لا ينكر الا من له مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه.
ان رئيس الوزراء عندما اختار الدكتور بدر العيسى ليحمله عبء المسؤولية التعليمية اختاره وهو يعلم انه رجل تربوي وأكاديمي لا علاقة له بالتيارات الدينية او الليبرالية، وبموجب هذا فالرجل لم يختر لسد الفراغ وحسب انما مطلوب منه اصلاح المسيرة التربوية والتعليمية التي تعاني التخلف والفساد، وعليه فأي عداء للوزير في هذه المرحلة هو عداء لاصلاح العملية التعليمية التي وصفها خبراء دوليون أنها اقل من مستوى التعليم في أفقر دولة أفريقية على الرغم من الميزانية المليارية التي تخصص كل سنة.!!
ان الوزير لم يأت من كوكب آخر حتى لا يعرف ماذا يدور او ما العلل الكامنة في المجتمع الكويتي، فهو ابن الكويت، وفوق هذا قضى عمره في التعليم، ويهمه كأي اصلاحي في اي مجتمع ان يشخص العلل والكوامن اولا صحيحها وفسادها حتى اذا شرع في الاصلاح كان عمله سليما.
ولعلنا هنا وبالمناسبة علينا الا نصادر حق الآخرين في التعبير عن ارائهم وحق الملاحظة، فنحن في مجتمع ولله الحمد جبل على حرية التعبير وحرية الرأي، من هنا يفيد القول بأن المواطنة لا تنحصر حدودها بالمناطقية، انما المواطنة ترتبط بالحقوق وهي المظلة الدستورية التي نستظل جميعا تحتها، وبالتالي حتى لا يبخس حق مواطن عن مواطن آخر فان مبدأ الكفاءة هو الميزان الذي يقدم مواطنا على أخر، وعليه فالكفاءة لا تقاس بالعرق او الدين او المذهب او الفكر السياسي، فلربما ابن الصحراء والذي انخرط في المجتمع المدني وتعلم وتخرج من ارقى الجامعات العالمية استحق ان ينال ارقى المناصب متقدما على ابن المدينة، هذا هو المبدأ الذي ينبغي ان يترسخ ويعم في دولة الدستور والحقوق المتساوية، والا ظللنا نعاني أمراضنا الاجتماعية بلا علاج، بل قد يكون مجالا لإضعاف الدولة وتفتيت كيانها وجعلها مطية للطامعين، الامر الذي لا استبعده أنا شخصيا، فالكويت على الرغم من صغر حجمها لكنها كانت وستبقى مطمع الطامعين، والتاريخ القريب والبعيد شاهد على ذلك.
نعود الى أصل الحكاية، وهو ما نسب الى وزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى عن هيمنة فئات معينة من المجتمع على مفاصل التعليم لاسيما في المعاهد التطبيقية، وقوله ضعف مستوى التعليمي والثقافي لطلاب الجامعة، والواقع لا ادري ما الذي يغضب في ذلك، فيما الواقع يؤكد ان من نسبتهم عالية في الكليات التطبيقية أو غيرها فهذا عائد الى نسبتهم العالية في المجتمع، وليست مشكلة اذا تشكلت الأكثرية الطلابية منهم، لكن تكون المشكلة اذا تعصب ابن هذه الفئة أو تلك واختزل الدولة في فئته.
جملة القول ان مهمة الوزير اصلاحية وبالتالي نواياه سليمة، لذا لا تلقوا العصا في طريقه، ولا ترموه بحجر، فما قاله لا يستاهل كل هذا الغضب.
***
حصة الصباح وحقيبة الثقافة

يجدر بنا ونحن قد كتبنا بالأمس عن الرقابة ومصادرة الكتب وهموم الثقافة والمثقفين والفنانين والمبدعين ان نتذكر سيدة الثقافة والفنون والمتاحف والأثار، السيدة التي تضع من مالها ومن جهدها ومن وقتها في سبيل انجاح مشروعها الثقافي، واعلاء اسم الكويت في الأوساط والمحافل الثقافية والفنية والابداعية في العالم المتمدن، هذه السيدة العاشقة للآثار والتحف الاسلامية عرضت عليها احدى جوائز المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كاحدى السيدات الناشطات العربيات في المجالات الثقافية الا انها اعتذرت وبتواضع عن الجائزة، الشيخة حصة صباح السالم الصباح بهذه المؤهلات وبتلك الجهود، أليست أجدر لتولي حقيبة الثقافة؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك