خبير بيئي يحدد طرق استثمار 'القمامة'

محليات وبرلمان

رشاد: مساكننا مسمومة بالإشعاعات المغناطيسية

1917 مشاهدات 0

المهندس خليل رشاد

كثيرا ماتكون سلوكياتنا سببا رئيسيا لإصابتنا بالأمراض، تصرفات كثيرة، وأدوات عديدة نستخدمها، لتؤثر في أجسادنا وتدمر صحتنا دون أن ندرك، ودون أن نعرف أفضل السبل والوسائل لتفادي الآثار السلبية للمواد التي تدخل في حياتنا سواء من الأطعمة أو أواني الطعام، أو حتى الهواء المحيط بنا.
الخبير البيئي العالمي المستشار المهندس خليل رشاد واحد من الأعمدة البارزة في مجال هندسة البيئة، حتى أنه مصنف كخبير بيئي من البنك الدولي، وخبير عربي من اتحاد المهندسين العرب ، وخبير في الإدارة البيئية والتدقيق البيئي (الأيزو14000) من اللويدز البريطانية ، وله بحوث ودراسات كثيرة في هذا المجال شارك بها - ولا يزال - في المؤتمرات العربية والدولية ، بالإضافة إلى تعاونه مع العديد من الحكومات العربية ومحاضراته المتنوعة كمحاضر زائر بالجامعات العربية وفي مجال تدريب الأطباء والمهندسين والعاملين بالبلديات . بدأ حياته من الهندسة المعمارية، وشق طريقه إلى هندسة وعلوم البيئة وربطهما بالعمارة والتخطيط والتنمية الحضرية لقناعته أن صحة الإنسان تبدأ من المحيط البيئي الذي يحتويه.
خبرته الطويلة أكدت أن النفايات ثروة كامنة يعجز كثيرون عن استخدامها، ونظرياته في هذا المجال حددت أفضل الطرق للاستفادة من هذه الثروة. التقيناه، وأدرنا معه حوارا ثريا وسألناه بداية:

- بداية مستشار خليل هل لك أن تعطينا لمحة عن سيرتك المهنية؟
= بدايتي كانت دراسة الهندسة المعمارية، ثم عملت بعدها معيدا بكلية الهندسة ثم انتقلت إلى مركز بحوث ودراسات التعمير بوزارة المجتمعات العمرانية بالقاهرة وشغلت عدة مناصب وظيفية بمصر ، بالإضافة إلى العمل وتصميم وتنفيذ العديد من المشروعات والتدريب بكثير من الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية والعراق والأردن والكويت ، و بدأت الدراسات العليا في جامعة عين شمس، حيث حصلت على دبلوم في علوم البيئة لمدة 12 شهرا ثم حصلت على الماجستير في الهندسة البيئية. ولم تشغلني عملية الزواج وتكوين الأسرة عن متابعة الأبحات والدراسات البيئية، حيث شاركت في العديد من المؤتمرات المتعلقة ببحوث البيئة والعمران، أو حتى السلوك الاجتماعي، حيث كنت أقوم بالربط دوما بين هذه الأركان الثلاث المؤثرة على البيئة والتفاعل المتبادل فيما بينهم ، وهي : العمارة والسلوك الاجتماعي في إطار التشريعات والقوانين والعرف الاجتماعي ، خاصة وأن رسالة الماجستير الخاصة بي كانت تجمع بين الجوانب الثلاثة، وأثرها في تشكيل البيئة المشيدة العمرانية والمعمارية. وكان يشرف عليها 3 علماء مصريين كل عالم في اختصاصه ، وتشرفت بأن أساتذتي هم علماء العمارة والاجتماع و القانون، وكان من الضروري أن أبحث خلال دراستي في هذه المباحث الثلاث.

- وهل تمكنت من تطبيق هذه الدراسات عمليا؟
= بالفعل قمت بنقل العلوم والخبرات الأكاديمية التي اكتسبتها من النظرية إلى التطبيق من خلال مسئولياتي الوظيفية والمهنية ، سواء في تطوير المناطق العشوائية والصناعية والتدريب ، ومن خلال عملي لمشاريع التنمية الممولة من البنك الدولي بالأردن، منها - على سبيل المثال لا الحصر - الإدارة البيئية التنفيذية لمشروعات تطوير منطقة آثار البتراء بوادي موسى والعمل على الحفاظ على المكونات البيئية والتراثية والنسيج الاجتماعي بالمنطقة ، وأيضا دراسة وتطوير صحاري وادي رم وهي من أهم وأندر الصحاري بالعالم وهي المنطقة التي تم تصوير أشهر فيلم (حرب الكواكب) لندرة تكوينها وتشكيلها، وتعتبر من المعالم السياحية الضخمة في الأردن ، ثم مشروع تطوير أكبر مستشفيات الأردن وهي مستشفى البشير، حيث قمت بعمل الدراسات المتكاملة ووضع خطط جمع وتخزين ومعالجة والتخلص من النفايات الطبية والخطرة بالمستشفى . طبعا كان هذا بالإضافة إلى اهتمامي بالسلوك البشري والتغيرات السلوكية للإنسان داخل البيئات المختلفة ، وبكل تواضع أقول بأنني أول من قام بتوظيف أحدث العلوم في العالم وتطويرها وتطبيقها وهي علمي الإيثولوجي والإرجونوميكا ، ووضعت أسس هندسة السلوك البشري وتم عرضه لأول مرة بالمؤتمر الدولي للتنمية العمرانية في المناطق الصحراوية بالرياض عام 2002 ، ومرة أخرى بالمؤتمر الدولي للحفاظ العمراني في القرن الحادي والعشرين في عام 2007 بشكل أكثر تطورا وشمولا ، وفي حضور العلماء والخبراء وأساتذة الجامعات العرب والأجانب.

- المستشار خليل سيرتك المهنية تدفع للتساؤل، فأنت في الأصل مهندس معماري، مالذي دفعك للاتجاه إلى هذا الفرع الدقيق من الهندسة، وهو فرع الهندسة البيئية؟
= مبدئيا دعنا نتفق أن العمارة ليست هندسة بالمعنى المفهوم للهندسة، لأنها تعتبر نوعا من الفنون أكثر منها الهندسة، ولكن يحكمها السلوك الهندسي. فتجد البيئة العمرائية التي يعيش فيها الإنسان هي الوحدة السكنية، ولكن هذه الوحدة مرتبطة بالبيئة العمرانية المحيطة، إذن هي البيئة الأوسع لها، ثم هذا النسيج العمراني ضمن مدينة كبيرة، إذن النسيج العمراني سيتسع، وبالتالي مجال البيئة العمرانية سيتسع، وبالتالي أنا عندما أبدا في التصميم أرصد التأثيرات التي تتحكم في هذا المسكن، حسب الموقع المحيط، يعني هل المبنى الذي أقوم بتصميمه سيؤثر على المكان أم العكس، ومن هنا أستطيع أن أعرف ماهي تأثيرات المشروع الإيجابية والسلبية على البيئة المحيطة والعكس، والدراسة التي تتناول تلك التأثيرات هي (دراسة تقييم الأثر البيئي) للمشروعات. يعني مثلا عندما أفكر في بناء مصنع في مكان ما، هذا المصنع يمر بمناطق ريفية، وهذا يعني أن العمال الذين سيعملون في هذا المصنع بعضهم سيأتي من هذه القرى وبالتالي يترك العمل في الزراعة، كما أن باقي العمال القادمين من المدن سيقيمون في هذه القرى، وبالتالي فإنهم سيحدثون تأثيرا في القرى التي سيسكنون فيه بسلوكياتهم القادمة من المدينة، إذن أنا الذي أقيم الأثر البيئي لهذا. مثال آخر إذا قررنا مثلا بناء مدينة سكنية، فإن التأثير سيختلف بسبب الموقع الذي ستقام فيه المدينة إذا كانت منطقة صحراوية أو ريفية أو ساحلية، ومن هنا برز السؤال، لماذا لا أتحكم في مسار عملي من خلال ضبط البيئة الخارجية. فبدأت مجالات العمل تأخذني من حقل إلى حقل، حتى توصلت إلى أن كل العلوم البيئية مرتبطة ببعضها وبكل الفروع التي تتناول النشاط البشري.

- هل تعني بهذا أن عملك البيئي يبدأ من تصميم المبنى المعماري ويمتد ليشمل النباتات المحيطة به والبشر المرتبطين؟
= إن عملي يبدأ بدراسة الموقع ومكوناته ، تلك هي عملية إعداد دراسة تقييم الأثر البيئي قبل بدء عملية التصميم ، وبما تشمله هذه من دراسة البدائل والمقارنة بينها بالنسبة لموقع الإنشاء والتنفيذ حتى يمكن تقييم التأثير المتبادل بين المنشأ والبيئة المحيطة وما مدى التغيير الذي يمكن أن يحدثه ، كما أن البيئة ذاتها يمكن أن تؤثر على المسكن تأثيرا سلبيا ، حيث أشارت الدراسات البيئية أن التلوث دخل إلى داخل المنازل، ولم يعد يقتصر على الشوارع، يعني لو أن المبنى في اتجاه الريح فيجب أن تجري دراسة قبل البناء حول ما إذا كان المكان محاط بالمصانع أو الزراعات، حتى يمكننا تقدير مستويات التلوث، وحركة الغبار والملوثات واتجاه النوافذ مما ينقل التلوث الخارجي إلى داخل المسكن والذي تحول بالفعل - حتى وإن كان في بيئة طبيعية متوازنة ونقية - إلى بيئة ملوثة وليس سكنا آمنا ، وقد كان هذا الموضوع واحدا من أهم الدراسات التي قمت بها ، وقدمتها كمحاضرة في القاهرة وعمان والجزائروالتي كان عنوانها (المسكن المسموم) ، وبينت فيها كيف يمكن أن تتحول المنازل إلى مساكن مسمومة. يعني على سبيل المثال أن تجلس في غرفة بها جهاز كمبيوتر وتلفزيون وراديو ومحمول، تكون هذه الغرفة ملوثة بالإشعاعات المغناطيسية وهذا ما يسمى بـ (التلوث الفيزيائي) ، الملابس نفسها.. يعتبر سوء اختيار الملابس نوع من التلوث لأنها تؤثر على الجلد، ويمتد التلوث حتى أدوات الطعام التي نستخدمها، يعني هناك مواد معينة تسبب تلوثات خطيرة للأطعمة التي توضع فيها. وبالتالي أصبح اهتمامي يمتد إلى الجوانب الأخرى في حياة الإنسان.

- هل يعني هذا أنك تفرغت تماما لمجال الهندسة البيئية وتركت العمل المعماري؟
= لا بالعكس لقد كان هذا مكملا لذاك، وهناك الكثير من المشروعات التي قمت بتصميمها في بيئات مختلفة ربطت بينها وبين التكوينات البيئية المحيطة به ، وهناك مشروعات ضخمة قمت بتصميمها كانت تحكمها معايير بيئية ، مثل مشروع تصميم منتجع يطل على البحر الميت بالأردن والذي شمل فندق ضخم ومزارع للنعام وملعب جولف للمحترفين وحدائق للطيور ومحميات ، وبالتالي كانت المعلومات البيئية والتكوينات الإيكولوجية تتحكم في توجيه التصميم ، وفي مشروع آخر بالساحل الشمالي كانت طبيعة الأرض والإطلالة على شاطئ البحر والمنطقة الصحراوية المحيطة هي المتحكمة في طبيعة وشكل وتوجه التصميم معماريا والتخطيط عمرانيا .

- إذن من خلال خبرتك العملية الطويلة ماهي أهم النقاط التي تؤثر على البيئة في مجتمعاتنا العربية؟
= أهم ما يؤثر على البيئة في المجتمعات العربية هو النمو السكاني المتزايد ، وسوء التوزيع الديموغرافي للسكان على مناطق الدولة ، والهجرة المستمرة والمتزايدة من كافة المناطق الريفية والساحلية والصحراوية وغيرها إلى المدن الرئيسية ومنها إلى العواصم وبالتالي تظهر المناطق العشوائية التي تجمع كل صور المشاكل البيئية ، بالإضافة إلى أن عملية التنمية في الكثير من البلدان تتطلب تنفيذها بأسرع وقت مما جعل إعداد دراسة تقييم أثر بيئي لأي مشروع هي عملية إدارية وتحصيل حاصل ، وربما يكون المشروع في مرحلة التنفيذ وهذه الدراسة لم تنته بعد وجاري العمل بها ، وللأسف أصبحت هذه الدراسة يتم التعامل معها كمستند مكمل لمستندات الترخيص، أو مستند مكمل للموافقات، في حين أنه من المفروض أن تجرى هذه الدراسات البيئية بجدية وبأمانة، بحيث تعطي متخذ القرار الفرصة بأن يوافق أو لايوافق. هذه هي النقطة الأهم ألا يتم إنشاء مشروعات دون دراسة. وطبعا هناك تصور أن دراسة تقييم الأثر البيئي مهمة للمشروعات فقط، لكن أنا أقول لأ هذه الدراسة مهمة لاتخاذ أي قرار، عل سبيل المثال لو قررت الانتقال من مسكن إلى آخر فإن هذا أيضا يحتاج لدراسة المسكن الحالي والمسكن الجديد من كل الجوانب بداية من الاحتياجات ووسائل المواصلات إنتهاء بمستويات التلوث السمعي والبصري. مثال آخر لو أنا شخص مسؤول قررت أنقل موظف هذا أيضا يحتاج إلى تفكير في القرار من كل الجوانب سواء من ناحية الموظف نفسه أو من ناحية احتياجات العمل. أضف إلى ذلك المشاكل المتراكمة مثل أزمة المرور وأزمة السكون وأقصد بها عدم توفر أماكن للجراجات أو المواقف ، بالإضافة إلى مشاكل التلوث الغذائي والصناعي وتلوث الهواء والشواطئ وكثير مما يضيق المجال بذكره .

- هل تتحدد هذه المشكلة في دولنا العربية وحدها؟
= كلا بالطبع فهناك دول كثيرة في العالم تواجه مشاكل بيئية ضخمة وربما أكثر مما نواجهه خصوصا دول العالم الثالث ، بل أن الدول الأوربية والغربية وخصوصا الدول الصناعية الكبرى لديها مشاكلها البيئية التي تتناسب مع إمكانياتها ، ولكن مشكلة عالمنا والدول الفقيرة أنه ليست لديهم إمكانيات مواجهة المشاكل البيئية وحلها خصوصا مع وجود أولويات وأهمها السباق المحموم نحو التنمية للحاق بالركب الحضاري ، ولكن يجب أن نبدأ وبما لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة ، فلنبدأ بتطبيق التعليمات والتوجهات التي يمكن أن تحفظ لنا بيئتنا ومواردنا ، وعلى سبيل المثال .. في تعاملنا مع البنك الدولي أدخلنا نظام إسمه الرقابة البيئية للمشروع أثناء التنفيذ، وتكون بأن أحضر مسؤول بيئي تكون مهمته مراقبة المشروع، مثلا الآلات الموجودة ومستوى الضجيج الذي يمكن أن تسببه، وهل يمكن تلافيها أم لا، كمية الغبار الصادرة وأثرها على العاملين وعلى المباني والبشر والمحيطين بالمشروع، وماهي الأساليب التي يمكن أن أقلل بها الآثار السلبية. وبالتالي فأنا أقوم في البداية بتدريب العمال والمراقبين على التصرفات السليمة، في البداية وأتابع الآلات والمعدات العاملة في المشروع هل يتم التعامل بها بطريقة سليمة بالنسبة لغيار الزيوت والصيانة مثلا بما يطيل عمرها ويزيد من كفاءتها ، ثم المخلفات التي تنتج عن المشروع هل يتم التخلص منها بطريقة سليمة أو يمكن الإستفادة منها أم تترك في الشارع. وتم تطبيق هذا النظام لأول مرة معي في الأردن خلال رصف أحد الطرق في منطقة البتراء، حيث كنا نقوم برصف طريق طولة تسعة كيلومترات، وخلال العمل وجدنا شجرة خروع عمرها 1200 سنة، ووجدنا أيضا أن هناك آثار ومنحوتات طبيعية رائعة صنفتها منظمة اليونسكو كآثار طبيعية نادرة ، وكذلك وجدنا أنه سيكون هناك حول الطريق مناطق رعي وكان الاعتراض على أن الأغنام ستعبر الطريق السريع، فتم تغيير نظام المشروع بالكامل بحيث نتفادى قطع الشجرة، ونبتعد عن المنحوتات الطبيعية، ونقرب مناطق المرعي من الرعاة ولا يضطرون لعبور الطريق.

- ولكن ألا ترى أن هذه الرقابة البيئية مكلفة للغاية، وبما كان هذا هو السبب في عزوف صناع القرار عنها؟
= أولا الرقابة البيئية حتى الآن لم تدخل دول كثيرة في العالم وأثق بأن الكثير من الجهات البيئية لم تسمع بها ، ثانيا هي ليست مكلفة، لأنني كمراقب بيئي من خلال دراستي للموقع والأدوات أستطيع التوفير في أشياء كثيرة، مثلا كمية المياه المستخدمة في المشروع عندما يكون لدي مسؤول في هذا الإطار يحدد الاحتياجات وكيفية الاستخدام فإن هذا يوقف هدر المياه ويوفر في الكميات المستخدمة، أبسط مثال حدث عندما كنت مشرفا في أحد مواقع الإنشاء، وكان ذلك في مرحلة أعمال النجارة قبل صب الخرسانة ، وفي يوم واحد من العمل فقط استطعت تجميع أكثر من 40 كجم من المسامير التي تستخدم في تثبيت الأخشاب، والسبب في هذا أن النجارين كانوا يقومون بإلقاء المسمار بمجرد انثناءه مما تسبب في وجود هذه الكمية الضخمة من الفاقد، بهذه الطريقة نستطيع تحقيق عوائد اقتصادية من الرقابة، ثم إن كمية الغبار الصادر مثلا من المشروع كفيلة بإصابة العديدين بالأمراض وهو مايكلف في العلاج أكثر من تكاليف المشروع نفسه، ثم إن هذا لن يكلفني تكلفة إضافية للمشروع إلا راتب المهندس البيئي المختص (إن وجد) في المشروع، وهو بالنسبة لتكاليف المشروع صغير جدا.

- إذن لما لايكون هذا الوعي موجودا لدى متخذي القرار في المشروعات مادامت المسألة لها شق إيجابي إقتصاديا؟
= الوعي، هذه هي المشكلة، الأزمة لدينا أن الإعلام البيئي لدينا ضعيف وقاصر، لأن دوره أن يوصل المعلومة للناس، ولكن الأهم أن يوصل المعلومة لصاحب القرار في البداية، لأنه هو الذي يتخذ القرار بعقد دورات تدريبية، حتى يتم توجيه المعلومة في مسارها الصحيح، فماذا سيهم المواطن العادي في كيفية إدارة المشروعات، ولكن عندما نتحدث.. مثلا عن إدارة النفايات الطبية فإن الوعي هنا يتوجه إلى المستشفيات في الأساس، حيث يتم توجيه العاملين من خلال دورات تدريبية للأطباء ومساعديهم وحتى الإداريين، لأن الدورات التدريبية التي تفيد المواطن لاتوجه إلى المواطن بشكل مباشر لأنه لن يستطيع الاستفادة منها، وبالتالي فأنا أعطي الدورة التدريبية لمن يتحكم في حياة المواطن. على سبيل المثال كنا نعطي دورات تدريبية لمديري البلديات لمدن شمال الأردن في إدارة النفايات. وبهذا أنا أحمي المواطن بشكل غير مباشر لأني أصل في النهاية إلى المسؤول الذي يشرف على عمل موظفيه.

- هل يعني هذا أنك تحتاج إلى أكثر من نوع من الإعلام البيئي؟
= بالضبط أنت تحتاج إلى إعلام متخصص يصل إلى المسؤول، وإعلام تعريفي يصل إلى المواطن العادي. فالإعلام التعريفي للمواطن يحدثه عن أمور تتصل بحياته المباشرة، تقول له مثلا لاتأكل في أطباق بلاستيك سيئة الجودة، لاتشرب من مكونات بها ألوان صناعية أو مواد حافظة، كلها أمور تتصل بحياته المباشرة. حدث معي ذات مرة في مصر كنت أتناول الفول ووجدت في الطبق حبة فول غريبة الشكل، ففركتها فاكتشفت أن بها صبغة حمراء اللون، تبين أنها بعد التحليل أحد الأصباغ التي تستخدم في النسيج، وتوضع بهذه الطريقة حتى تعطي الفول لونه الأحمر المميز، ولكن هذا يعني أنها توضع دون حساب للكميات الصحية المفروض استخدامها في حدودها، وبالتالي يكون دوري هنا إعلام المواطن بالحذر فيما بتناوله وألا يتناول الفول الذي يرى أن لونه أحمر بشكل مبالغ فيه . إذن هناك إعلام بيئي متخصص وهناك إعلام بيئي عام. ولكن تواجهنا تساؤلات أخرى عندما نتحدث عن أنواع المواد التي تسبب السرطان والتي تدخل في الأطعمة، يسأل السائل هل يعني هذا ألا نأكل؟ نجيب عليه لا بالطبع ولكن المهم أن نعمل تنوع لمصادر السموم، يعني لاتأكل كل يوم من شيء واحد حتى يستطيع الجسم التخلص من هذا السم كل يوم، لأن السم يتوقف على الجرعه وليس على المادة والدليل على هذا أنك لو شربت كمية كبيرة جدا من المياه مرة واحدة فستموت وذلك لأنه سيحدث التسمم المائي الذي يؤدي إلى انخفاض لزوجة الدم والأملاح واختلال توازن إلكتروليتات الجسم عن الحدود الطبيعية وحدوث إضطراب في المخ يؤدي إلى الوفاة ، رغم أن المياة هي أكثر الأشياء أمانا، إذن نحن نوجه الإعلام إلى المواطن حتى نرشده إلى النقاط التي تفيده وتساعده. على سبيل المثال عندما تقول للشخص استخدم سخانا شمسيا، يكون الرد أن مرتفع التكاليف، ولكن الحقيقة أنك ستدفع هذه التكلفة مرة واحدة ثم تستخدمه بعد ذلك مجانا، وعندما نتحدث عن الخلايا الشمسية فإنها توفر الإضاءة لشقة من 3 غرف لمدة 3 أيام، إذن أنا أقوم بتوجيه الناس بالمعلومات التي تهمهم.

- من خلال خبرتك ماهي الأشياء التي يمكن أن تكون خطرا على حياتنا ومع ذلك نستخدمها يوميا؟
= لقد كشفت عن هذا في أحد المؤتمرات العلمية، وأطلقت عليه اسم 'المسكن المسموم'، وكان هدفي هو نشر الوعي بالمعلومات البسيطة، كانت أول نقطة هي الأواني المنزلية المطلية بطبقة رقيقة من مادة التيفلون وهذه المادة غير مضرة مادامت متماسكة ولم تخدش ولكن إذا حدث هذا، فإنها تتحلل مع الطعام وتدخل إلى الدم وتصبح مادة شديدة السمية، وبالتالي كانت نصيحتى بالعودة إلى تناول الطعام في الأواني المصنوعة من الصاج المزجج بالخزف، وهي بدأت تنتشر وسعرها غال لأنها صحية والنقطة الأخرى التي تحدثت عنها هي الطلاء، تجد بعض الأسر تقوم بطلاء المنزل وهي لاتزال تسكن داخلة، قديما كان يحدث هذا دون مشكلات، لأننا كنا نستخدم في الطلاء مادة زيت الكتان وهي مادة طبيعية ، أما الأن فإن معظم الألوان محضرة كيماويا، وتأخذ أوقات طويلة حتى تتأكسد بتفاعلها مع أوكسجين الهواء، وهذه الأكسدة تكون نتيجتها أن يتنفسها الإنسان، وتسبب له مشكلات صحية ونفسية وتشعرة بالضيق دون مبرر. والنقطة الثالثة في مادة الميلامين، فكثير من الأنواع التي تصنع منها أواني الطعام تكون من الأنواع الرخيصة ، وهي مواد مسرطنة في الأساس لأن المواد الأصلية غالية جدا، وكذلك زجاجات البلاستيك، فتجد بعض الناس يعيد استخدامها أكثر من مرة، والأكثر صحية أن يحتفظ في ثلاجتة بزجاجات من الزجاج وليس البلاستيك.

- عندما قمت بزيارة عدد من الدول الأوروبية هل وجدتها تعاني من نفس المشكلات التي تعاني منها الدول العربية بيئيا؟
= لأ الدول الأوروبية تتفوق علينا في مسألة التخطيط، ولا يتركون المشكلات حتى تتفاقم، كما يحدث في بلادنا، يعني المشكلة عندما تظهر عندهم يبحثون لها عن حل جذري وليس حل مؤقت بخلافنا نحن فنحن نضع حلول آنية لكل مشكلة تظهر وبالتالي تنتقل المشكلة إلى مستوى آخر، لأن مشاكلنا لاتحل جذريا والتخطيط للحل يأخذ وقتا طويلا، كما ان تغيير متخذ القرار يوقف الخطط القديمة، وبالتالي نعود لنقطة الصفر مرة أخرى. ولدينا الكثير من المشاكل المزمنة التي تحتاج إلى حل منها .. مشكلة الاختناق المروري وهي تحتاج إلى حل، والمشكلة الثانية هي التعامل مع النفايات والمكبات، والمشكلة الثالثة سوء التخطيط في اختيار المناطق الصناعية، فكثيرا جدا مانجد الورش والمصانع الصغيرة متغلغلة داخل المناطق السكنية، وهذه المشكلات تحتاج إلى دراسة من قبل خبراء لإيجاد حل على المدى البعيد، وأهم مشكلة خلل التوزيع الديموغرافي ولذلك هناك مايسمى بالأجندة 21 لدى الأمم المتحدة وتعني أن كل دولة ملزمة بأن تقول خطتها البيئية في القرن الحادي والعشرين.

- وهل هناك دول تلتزم بهذه الأجندة؟
= والله حتى الآن لم أر دولا تلتزم بأجندتها بشكل كامل، حتى أن هناك أن هناك حتى الآن دول لاتعلم شيئا عنها، ودول أخرى قدمت خطتها للأمم المتحدة فعليا، ولكن التنفيذ لم يكن بالسرعة أو الكفاءة المطلوبة، لأن تطور المشكلات يكون أسرع كثيرا من الحل.
والأجندة 21 - لمن لا يعرف - هي وثيقة وقع عليها قادة وممثلو 173 دولة في ختام قمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992 ، والأجندة 21 وثيقة هامة تعتبر الأولى من نوعها حيث تحدد برنامج العمل في القرن الواحد والعشرين في ميادين مختلفة ومتنوعة من أجل التوجه نحو التنمية المستدامة على مستوى الكرة الأرضية ، وقد تضمنت الوثيقة 2500 توصية تخص الإشكاليات المتعلقة بالصحة والسكن وتلوث الهواء وإدارة البحار والغابات والمناطق الجبلية ومسألة التصحر وإدارة الموارد المائية والصرف الصحي والتنظيم الزراعي والتخلص من النفايات بكل انواعها .

- من خلال زياراتك لدول أوروبية عديدة ماهي أكثر الدول قدرة على إدارة الأزمات البيئية؟
= زياراتي للعديد من الدول الأوروبية لم تكن لمدد تسمح لي بمتابعة أدائها البيئي، على يعني أنا في ألمانيا منذ أيام فقط، لم آخذ فرصة كافية، ولكني كنت مؤخرا في زيارة لدولة لوكسمبورغ، ووجدت أنهم يديرون المنظومة البيئية لديهم بشكل ممتاز، ربما لأن البلد صغيرة ومحكومة، وهم يحافظون عليها لتظل على هذا المعدل، والدليل على هذا أنه كان لديهم منجم كبير للفحم، ولكنهم قاموا بإغلاقه وتحويله إلى متحف، أي أنهم استغنوا عن الصادرات التي يمكن أن تتحقق منه في مقابل الحفاظ على البيئة، الشيء الآخر الذي أجده رائعا، أن فرز النفايات يتم داخل المنزل، يعني في المطبخ يوجد صناديق نفاية بألوان مختلفة وكل لون لنفايات معينة، ثم تأتي سيارات القمامة كل واحده تحمل الصندوق المخصص لها. ثم على الطريق السريع وجدت فوق الطريق كباري مغطاه بالشجر، وعندما سألت عليها أخبروني أن الطريق محاط بالغابات، وهذه الكباري من أجل أن تنتقل الحيوانات بينها دول أن تمر بالطريق أو تشعر بالغربة، ثم إنني وجدت أيضا في الشوارع أشجار فواكه مثمرة بكثرة، وعندما سألت عنها أخبروني أنها من أجل أن تأكل منها الطيور، وهذا يؤكد نظريتي، أنه لكي تحكم على أي مدينة ما إذا كانت ذات ظروف صحية جيدة، أنظر إلى عدد وكثافة الطيور في السماء.

- إذا رغبنا في إجراء مقارنة بين الوعي البيئي في دولنا العربية، والوعي البيئي الموجود في أوروبا فكيف تجد الفارق؟
= الفارق شاسع جدا لأنه على سبيل المثال إذا تكلمنا عن الإعلام البيئي في دولنا العربية تجده إعلام إحتفالي، يعني يوم البيئة يكون إحتفالية وتنتهي بانتهاء اليوم، لكن ليس لها تأثير تطبيقي، الأطفال يرسمون لوحات عن البيئة ولكن لايقدم له في المقابل معلومات عن كيفية الحفاظ على البيئة من منزله. لكن الذي وجدته في أوروبا أن الأسرة لديها وعي، حتى الطفل الصغير عندما يرغب في إلقاء القمامة يكون مدركا في أي وعاء سيضعها.

- إذن كيف يمكننا أن نطبق هذه المعايير لدينا؟
= يجب أن تكون البداية بالمدارس، يعني مثلا يكفي أن نضع صناديق ملونة، كل لون لصنف من النفايات، مع الوقت سيتعود الأطفال وينقلون هذه الفكرة إلى بيوتهم، ولكن أن تنتظر إخبار الكبار بهذا، هم يكونون أقل استجابة وأبطأ في التنفيذ. النقطة الأخرى هو الإخطار بالمشكلات التي يمكن أن تواجه المواطن بسبب الإهمال البيئي، النقطة الثالثة الإرشاد من أجل التقليل في الاستهلاك في الكهرباء والمياه، وكلها من الأدوار التي يجب أن يلعبها الإعلام البيئي.
هناك نقطة أخرى أريد أن أركز عليها وهي خطأ استخدامنا للألفاظ والمصطلحات خصوصا في المجال البيئي وأضرب مثلا على ذلك ، ففي أحد المؤتمرات التي كانت تناقش أبحاثا حول إدارة المخلفات ومعالجتها ، كان الباحثون يستخدمون كلمات المخلفات والنفايات كثيرا وفي مواقع كثيرة من البحث على أساس أن هذه الكلمات تعني شيئا واحدا ، فأخبرتهم بأن هناك اختلاف في معاني الكلمات والمصطلحات حتى في اللغة الإنجليزية ، فمالمعرفة الدقيقة والواضحة للمعنى تسهل علينا أمر المعالجة والتعامل ، وسأضرب مثلا في لغتنا ، فالمخلفات .. تعني ما تبقى من الشئ ، مثل ما يتبقى من رغيف خبز تأكله ، أو قطع خشب أو أوراق من دفتر ، فما تبقى من الخبز يمكن أكله مرة أخرى ، وما تبقى من الخشب والورق يمكن استعمالهما في أمور اخرى ، إذن عندما اتكلم عن المخلفات أدرك أنها تلك الأشياء التي يمكن إعادة استخدامها على حالها ، والنفايات هي كل ما نتج عن استخدام شئ او مادة وقد تغير تكوينه تماما ولا يمكن استعماله مرة أخرى ، وهي ما يمكن التعامل معها بإعادة التصنيع ، والنوع الثالث والأخير هو (الزبالة) وهي المخلفات العضوية للإنسان والكائنات الحية ، مثل زبل الحمام والماعز ، وهذا النوع هو ما يستخدم كسماد عضوي ، وإن كانت في القاموس المحيط بمعنى كناسة البيت وزبالتها إلا أنني مع الرأي الأول .

- من خلال خبرتك ، هل بالإمكان تحويل المدن الكبرى مثل عواصم الدول مثلا إلى مدن صديقة للبيئة؟
= في الوقت الحالي جميع المدن تحولت إلى مدن ضخمة بالتالي لاأستطيع أن أضع الحل لإدارة النفايات في المدينة بالكامل فهناك إجراءات يجب أن تتبع وتستند إلى طبيعة حل المشكلة .. إما أن تكون بوضع نظام متكامل أو تطوير لنظام قائم ، وفي حال التعامل مع مدينة تضع نظاما متكاملا لإدارة النفايات غالبا ما نبدأ بجزء من المدينة أو الضواحي أو المدن الجديدة بعد تحديد طبيعة النشاط البشري الغالب وتصنيف الشرائح السكانية حيث يمكن تحديد تكنولوجيات النقل والجمع والتخزين والتصنيف والمعالجة والتخلص ، كما يتضمن الأمر تصميم المكبات الفرعية والرئيسية بشكل دقيق وبعد دراسة لطبيعة الأرض وعمل الجسات اللازمة لتحديد طبقات الأرض حتى لا يحدث تسرب للنفايات السائلة وتتسبب في تلوث المياه الجوفية ، بالإضافة إلى تحديد مناطق الفرز والمعالجة بمواصفات خاصة وتكنولوجيات تتناسب وطبيعة المدينة والميزانية المقررة ومدة التنفيذ ، لأننا في البداية لا نستطيع أن نعتمد على عملية فرز وفصل النفايات والمخلفات في مصادرها مثل البيوت والمصانع والمدارس وغيرها في لغياب الوعي وعدم الالتزام بذلك فالأمر يعتمد على التدريب والتوعية ، بالتالي نعتمد على عملية الفرز المركزي حيث يتم تجميع كل المواد على حدة ، مثل الزجاج والأوراق بأنواعها المختلفة والمعادن والبلاستيك وغيرها حيث توضع في عبوات يتم بيعها ونقلها لمصانع إعادة التصنيع أو إعادة الاستخدام ، أما ما يتبقى من المخلفات والنفايات العضوية مثل بقايا الطعام ومخلفات الحقول وما إلى ذلك ، فهي تجمع على أشكال هرمية وتغطي بالطين لمدة من أسبوعين إلى ثلاثة، حيث تتحول إلى سماد عضوي، يتم نخله إلى سماد ناعم وسماد خشن ويعبأ في أجولة ويباع للحدائق والحقول ويطلق عليه السماد البلدي وهذه هي الطريقة البسيطة وهناك طرق حديثة ومتطورة ولكنها مكلفة وإن كانت ذات إنتاجية عالية ودقيقة ، بهذا نكون قد حققنا مكاسب من أكثر من اتجاه، من ناحية حفاظنا على البيئة، ومن ناحية أخرى تحقيق الربح المادي وتوفير فرص كثيرة للعمالة ومن ناحية ثالثة القضاء على المناطق العشوائية كما يمكن أن يصبح هذا المفرز مزارا من طلاب المدارس لتعلميمهم أهمية فرز النفايات في منازلهم.
وردا على السؤال ... أرى أنه من الصعوبة أن تصبح المدن الحالية صديقة للبيئة ، فالوضع يحتاج إلى وقت طويل من التطور التكنولوجي في جميع المجالات والتطور السلوكي وإعادة هيكلة نسيج المدن .

- مستشار خليل ماهي مشروعاتك المستقبلية في هذا الإطار؟
= أنا حاليا أقوم مع الجهات المختصة بإنهاء إجراءات تأسيس شركة استشارية بيئية هنا في ألمانيا حيث تعتمد على الخبرات والتكنولوجيا الأوروبية، في دراسة وحل وإدارة المشكلات البيئية في الدول العربية والدول النامية . ونشاط الشركة موزع على إدارات مختصة ، هناك إدارة تختص بتقديم الاستشارات للحكومات ومتخذي القرار في المواضيع والمشكلات الرئيسية وخصوصا دراسة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية البيئية وتحليلها وتقديم الاستشارة للحكومة المعنية بالتوقيع عليها أو الاعتراض او التحفظ ، وإدارة تختص بتقديم الأعمال والخدمات الاستشارية مثل إعداد دراسة تقييم أثر بيئي مع استخدام أجهزة قياس الإشعاع وتلوث الهواء وما إلى ذلك للمشروعات التي يرغبون في تنفيذها ، أو تأهيل مشروع قائم للحصول على الأيزو14000 أو إدخال تكنولوجيات وأجهزة لمشروع ما لتوفير أفضل بيئة نقية للعمل سواء معالجة أي صورة من صور التلوث أو الإدارة العلمية الدقيقة للمخلفات الناتجة عن المشروع ، وهناك إدارة مختصة بعقد دورات تدريبية لمتخذي القرار أو العاملين بالوزارات والهيئات البيئية والطلاب والباحثين في مقر الشركة ببرلين أو في مقار عملهم ، وتختص تلك الإدارة أيضا بعقد المؤتمرات والندوات والمعارض البيئية المختصة .
- سؤال أخير ... هل انت متفائل في المستقبل البيئي للعالم أم متشائم ؟
= إجابتي أختم بها حديثي بالآية 24 من سورة يونس التي تقول :
بسم الله الرحمن الرحيم ' إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ' صدق الله العظيم .

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك