لامبالاة المسؤولين وراء مآسي الأحمدي!.. بنظر عادل الإبراهيم

زاوية الكتاب

كتب 395 مشاهدات 0


الأنباء

قضية ورأي  /  هل تعود كما كانت؟

عادل الإبراهيم

 

وأنا ذاهب إليها قبل عدة أيام، خاصة بعد قراءة خبر صغير عن إنشاء ممرات للدراجات الهوائية فيها قبل فترة وجيزة، عادت بي الذاكرة لأكثر من خمسة عقود عندما كانت تأخذنا والدتي، رحمة الله عليها، في عطله نهاية الأسبوع إلى تلك المدينة التي أنشئت لسكن المهندسين والفنيين الأجانب العاملين في مجال النفط، متذكرا تنظيمها وطبيعتها الخلابة وبنيانها الجميل على النمط الأوروبي وما فيها من طرق جميلة وممرات للدراجات الهوائية وممرات المشاة وحلقة سباق السيارات وحدائق وزهور على مدار العام وما تتميز به من نظافة منقطعة النظير والنظام المروري المميز من علامات إرشادية وخطوط أرضية وأسواق متميزة حتى أضحت واجهة خضراء وسط الصحراء ومزارا للشخصيات والوفود الرسمية وكانت تحت إدارة وإشراف المغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد من عام 1949 حتى 1961 وبعده الشيخ جابر العبدالله الجابر كأول محافظ لها بعد الاستقلال حتى عام 1985 ومن بعده محافظون عدة.

وما إن وصلت حتى أفقت من تلك الذكريات الجميلة للأسف إلى واقع مؤلم، مناظر تؤذي العين من عدم النظافة، فتجد الأسوار الجميلة تحولت إلى ألواح كيربي، والحدائق إلى ساحات ترابيه خاوية إلا من بقايا تساقط أوراق الأشجار وما خلفته من مخلفات، ناهيك عن الأشجار العشوائية التي لم تقلم منذ فتره ليست بالقصيرة وجذوع الأشجار المقطوعة ولا خطوط أرضية واضحة، وكذلك الأمر للأسف أيضا ينطبق على المنطقة الصناعية.

وتساءلت في نفسي: لماذا حدث هذا لمدينة الأحمدي؟ وما السبب فيما وصلت إليه؟ هل هي الإدارة أم الزوار أم من؟ والجواب هو اللامبالاة من المسؤولين المعنيين بسبب عدم المحافظة على ما تتميز به هذه المدينة التي كنا نتغنى بها، ألا يرى المسؤولون ما نراه أم نحن نرى ومن وحي خيالنا؟ لكنها للأسف هي الحقيقة المرة والتي لم يقف أحد أمامها بل تزداد سوءا، والآن أمام المحافظ الجديد الشيخ فواز هذه المناظر، فهل يلتفت إليها أم يرى أشياء غير التي نراها؟

***

العمل الإعلامي الرسمي في المؤسسات الحكومية يفترض ان يرتكز على المصداقية والشفافية في الطرح وتوضيح الأمور ولا يقف عند أن المؤسسة هي على صواب دائم وان ما ينشر أو يقال هو من وحي الخيال ومبالغ فيه أو انتقاء بعض المقالات للرد عليها وتجاهل الأخرى، فهل يعي القائمون على إدارات الإعلام المسؤولية الملقاة عليهم؟!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك