عن المدرسة الوسطى للبنات!.. يكتب محمد الشيباني

القبس

المدرسة الوسطى للبنات..!

محمد بن إبراهيم الشيباني

 

كانت مدارس البنات في الأعوام الدراسية 1952/51 ــــ 1953/52 الإعدادي منها والثانوي 13 مدرسة موزعة في مناطق الكويت الداخلية والخارجية، وهي كالتالي: الثانوية والقبلية والشرقية وعائشة والمرقاب والوسطى والزهراء والميدان والصالحية وخديجة والفحيحيل والفنطاس والدمنة، وحولي. وكان عدد الطالبات في جميع المدارس في العام الدراسي 1952/51 2516 طالبة، وكان عدد الشعب 81 شعبة. وفي العام الدراسي 1953/52 كان عدد الطالبات 3683 طالبة، وكان عدد الشعب 128 شعبة، وهذا يعطينا مؤشراً على مدى اهتمام الدولة ـــ آنذاك ــــ بالتعليم والإنفاق عليه، لا سيما تعليم البنات وكثرة مدارسهن في المدن والقرى. وكان عدد المعلمات المستقدمات من دول عربية، باستثناء السبع عشرة معلمة كويتية اللواتي أتممن دراستهن الابتدائية النسوية، 176 معلمة موزّعة على 14 مدرسة: الثانوية 5 معلمات، والقبلية 29 معلمة، والشرقية 25، وعائشة 20، والمرقاب 21، والوسطى 13، والميدان 17، والزهراء 13، والصالحية 9، وخديجة 13، والفحيحيل 4، والفنطاس 3، والدمنة 2، وحولي 2. وانظر الفرق اليوم مع الأمس كم تقدمت الكويت من الناحية التعليمية ومحو الأمية بالنسبة إلى كبار السن في تلك الأيام، منهم شباب الخليج الذين كانوا يعملون في البيوت والشركات في أعوام الستينات وانخراطهم في الدراسة الليلية، حتى اجتاز أكثرهم الثانوية، كانوا كثراً، وعندما تقلد السلطان قابوس الحكم في عمان، وجد الشباب الذين أنهوا دراستهم الثانوية بذاك الكم الكبير فأرسل أكثرهم للدراسة في بريطانيا في التخصصات المتنوعة، فرجعوا بعد ذلك إلى بلدهم، فرفعوها بإذن الله تعالى، وكانت وفودهم تزورنا في الكويت، كل في تخصصه، ولم ينس أي واحد منهم فضل الكويت، بعد الله تعالى، في تعليمه وتدريسه حتى وصل إلى ما وصل إليه.
أرجع إلى موضوعي عن المدرسة الوسطى للبنات، سميت بذلك لأنها تقع في حي الوسط، وهو أول الأحياء في كويت الماضي الذي تأسس ويعطيك هذا الحي بعد توسعه قبل أن تصبح هناك أحياء أخرى، مثل الشرق والقبلة والمرقاب المواقع القديمة مثل المساجد والبراحات (الساحات) وبيوت الأسر القديمة والمدارس سواء الكتاتيب أو غيرها.
المدرسة الوسطى للبنات هي أول مدرسة نظامية للبنات، كان مقرها الأول في بيت المانع في سكة عنزة جنوب المباركية (شارع المباركية)، بعد أن استدخلت الحكومة البيت بعد تثمينه، أما المقر الثاني للمدرسة فكان في فريج (حي) الجناعات، عبدالرزاق المطوع والدولة والسداني. في العامين الدراسيين (51/50 و1952/51) تم تنظيم مدارس القرى وتوسعها، وهي الفحيحيل والشعيبة والفنطاس وأبو حليفة والدمنة وحولي والجهراء وجزيرة فيلكة، وزودت بالمدرسين والكتب، وطبقت فيها النظم الحديثة والمناهج المتبعة في المدينة، فكانت فائدتهما ملموسة ظاهرة للعيان. والله المستعان.