مشاكل اليمن لا تحل بمبادرة!.. يكتب حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 707 مشاهدات 0


الوطن

مكافأة اليمن!

حسن علي كرم

 

لعل سلطنة عمان التي نأت بنفسها عن الحرب على اليمن، هي التي نجحت كوسيط بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وأمريكا بعد عداء استمر منذ الاطاحة بالنظام الامبراطوري الايراني، وعليه لم تعد صيحات الموت لامريكا، والموت للشيطان الأكبر مجدية، المهم ان العداء بين ايران وأمريكا لم يعد له وجود بفضل الوساطة العمانية، الا في عقول بعض الذين ما زالوا يعيشون خارج العصر او المتضررين من تقارب الدولتين او الصحف الصفراء والاعلام المحرض (!!) فعندما ينصح الرئيس الامريكي باراك اوباما جيران ايران وبخاصة دول الخليج العربية للتقارب وتحسين العلاقات معها (الجمهورية الاسلامية) بزعم انها لا تشكل خطرا على البلدان الخليجية، فذلك لان أمريكا قد ادركت اخيراً انه لا جدوى من العداء والخلاف مع دولة بحجم ايران التي عوضت العقوبات المفروضة عليها منذ قيام الثورة الاسلامية بإنشاء صناعات حربية وصناعات سلمية معتمدة على قدراتها الذاتية التي تكاد من حيث حجمها تقترب من الدول الصناعية الكبرى، المهم ان سلطنة عمان برعاية سلطانها الحكيم نجحت في كسر الحاجز النفسي بين أمريكا والجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على حكمة وحصافة السلطان قابوس وبعد نظره وبعده عن المحاور، الامر الذي أهل عمان لأن تلعب ادوارا لم تكن لتلعبها لولا بروزها على الساحة الدولية كوسيط ناجح ونزيه، ولعل المبادرة الجديدة للسلطنة في شأن الأزمة اليمنية اضافة اخرى تضاف الى جهودها، الا انها (المبادرة) وان كانت تحمل الصبغة العمانية لكنها لا تبدو خالصة فبصمات الآخرين تبدو واضحة عليها!
وفي كل الأحوال مشاكل اليمن لا تحل بمبادرة من سبع او من عشر نقاط فيما المعانات اليومية تطحن المواطن اليمني، فالمبادرة لا تعني له شيئا اذا لم تحل معاناته اليومية العاجلة كانقطاع الكهرباء وشُح المياه والبطالة وغير ذلك من المشاكل، فماذا يهم المواطن اليمني الذي يتضور جوعا والمحروم من ابسط الخدمات الضرورية اليومية اذا ألقى أنصار الله سلاحهم وتحولوا إلى حزب سياسي وهو يربط صخرة على بطنه من شدة الجوع؟!
فالمبادرة أشبه بحل رومانسي والحاجة إلى حل براجماتي فوري ينتشل اليمن من ازماته المتعددة والحكم القبائلي، اما مقترح ضم اليمن للمنظومة الخليجية اقرب الظن فذاك بمثابة مكافأة او ترضية، ولعلنا لا نحتاج للقول ان امام اليمن مشوار طويل طويل كي يتأهل ويأخذ او قد لا يأخذ بعد سنوات طويلة مقعده بعضوية كاملة الى جوار الخليجيين، يبقى السؤال الأهم ماذا عن القضية الجنوبية والدعوة إلى فك الارتباط عن الشمال بعد وحدة فاشلة وتآمرية؟ فكيف يواجه الخليجيون مطالبات الجنوبيين بالاستقلال؟ واما عن نزع سلاح أنصار الله وتحويله الى حزب سياسي، فهل أعطى الضمانات الكافية للعب دور مستقبلي وقيادي في الدولة اليمنية في ظل التعقيدات السياسية والتعددية القبلية والمذهبية وفي ظل الوجود النشط للثلاثي اللدود لأنصار الله والمتمثل في القاعدة والدواعش والنصرة، وعلى فرض قبول أنصار الله نزع سلاحهم هل تنسحب الدعوة ايضا لنزع سلاح كل اليمنيين ولا يتفاخر اليمني بسلاحه حيث الرجولة لا تكتمل الا بالسلاح او الجنبية او الاثنين معا!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك