عن مليونية خلع الحجاب!.. تكتب سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 1335 مشاهدات 0


القبس

مليونية خلع الحجاب

سعاد فهد المعجل

 

في عام 1921، وأثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، قامت هدى شعراوي بخلع الحجاب علانية أمام الناس وداسته بقدميها مع زميلتها سيزا نبراوي، وكتبت تقول في مذكراتها: «ورفعنا النقاب أنا وسكرتيرتي سيزا نبراوي، وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول مرة بين الجموع.. فلم نجد له تأثيراً أبداً لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد زغلول ومتشوقين إلى طلعته»!
قضية الحجاب تحولت أخيراً بعد إعلان «مليونية خلع الحجاب» إلى جدل يمزق الشارع المصري ومعه كل الشوارع العربية!
موضوع الحجاب ظهر مع صعود تيارات الإسلام السياسي في مطلع السبعينات، وبدأ في الانتشار بصورة كبيرة في العقدين الماضيين، لأسباب تتعلق بان مسألة الحجاب أصبحت هي الشغل الشاغل والموضوع الأهم في كل خطابات رجال الدين أو ما أصبح يطلق عليهم دعاة الفضائيات الذين أخذوا يفسرون «وجوبية» الحجاب، كل بحسب قدرته وخلفيته العلمية، حتى ان أحدهم فسر «الخمار»، الذي هو رداء للبدن ولا يوحي بغطاء الرأس وذلك وفقاً لكل معاجم اللغة، لكنه وجد مدخلاً لذلك، حيث قال: ان الخمار من الخمر.. والخمر تؤثر في الرأس، إذاً المقصود بالخمار غطاء الرأس والبدن!
الآيات التي استند إليها هؤلاء في فرض الحجاب واضحة، احداها في سورة الأحزاب، بسم الله الرحمن الرحيم: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» صدق الله العظيم.
والآية لها سياق تاريخي يعتبر مرادفاً لتفسيرها، بالاضافة الى ان «الجلباب» هو رداء يستر البدن وليس الرأس!
أما الآية الثانية فقد وردت في سورة النور، بسم الله الرحمن الرحيم: «وليضربن بخمرهن على جيوبهن» صدق الله العظيم. وهنا يأتي الخمار، وكما ورد في معاجم اللغة، ليشير إلى ما يستر البدن وليس الرأس!
أحدهم وصف «مليونية خلع الحجاب» بانها من مظاهر سعي الليبراليين لمسح كل مظاهر الدين من المجتمع! وتلك تهمة قبيحة وقذف للآخرين، ان كان هذا «الإسلامي» يفقه الدين حقاً، خصوصاً انه وجماعته من اتباع الإسلام المسيّس قد ساهموا في مسح المظاهر الحقيقية للإسلام من المجتمع، المظاهر التي نادى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تسامح ومحبة وتواد ورحمة وعلم ينتفع به! هذه هي المظاهر الحقيقية للإسلام، والتي اختزلها - وبكل أسف - الإسلام السياسي في غطاء رأس!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك