لا يمكن تقييم أداء مسؤول دون معرفة البطانة المحيطة به!.. برأي النصف

الأنباء

محطات  /  كل نواب الرئيس

سامي النصف

 

لا يمكن تقييم أداء مسؤول دون معرفة البطانة المحيطة به، ولا شك أن جرائم وكوارث صدام شاركت فيها مجموعة من المجرمين المحيطين به حتى أودوا به إلى نهايته المفجعة، ومنهم من حاز مناصب رسمية مختلفة كحال عزة الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وغيرهم من قتلة محترفين، ويستثنى من ذلك نائبه الكردي د.طه محيي الدين معروف والمعروف عنه الاعتدال والثقافة والفكر، لذا أبعد منذ أيامه الأولى كونه يختلف عن عصابة حنين المحيطة بالرئيس الضرورة.

****

وكان لصدام طريقة في التعامل، وهي إن أراد التساهل في حل إشكال خارجي أو داخلي أوكل المهمة لطارق عزيز، وإن أراد التشدد وإفشال الحلول أرسل رجل المهام القذرة عزة الدوري. لذا كان واضحا أن صدام لم يرد لمؤتمر جدة عام 90 أن ينجح مهما تنازل الطرف الكويتي، فمشروع الغزو كان قد تقرر كما اتضح لاحقا من مذكرات ولقاءات قادة الفيالق العراقية منذ بداية شهر يوليو 1990، وما المذكرة العراقية للجامعة العربية ولقاء صدام مع السفيرة الأميركية الذي حمل فوق ما يحتمل ومؤتمر جدة المحكوم عليه بالفشل مسبقا من قبل صدام ونائبه الدوري إلا تحصيل حاصل وذر للرماد في العيون.

****

إننا في الكويت وكشهادة للتاريخ نعلم كمّ الشر لدى عزة الدوري الذي يخبرني من حضر الاجتماع المغلق الذي عقد بين الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وبينه ودون محاضره بكمّ خداع الدوري وكذبه ومراوغته بعد أن تجلى الشيخ سعد في ذلك اللقاء مستفيدا من معرفته اللصيقة والوافرة كوزير للداخلية والدفاع لمدة طويلة بمنطقة الحدود والمزارع وحقول النفط للردّ على المزاعم الزائفة للدوري الذي خرج من الاجتماع من دون استئذان ليعود بـ... غزو!

****

آخر محطة:

1- إبان القمة الإسلامية التي عقدت في الدوحة في 5/3/2003 وكانت غيوم الحرب تتكثف فوق سماء بغداد، كان رئيس الوفد العراقي عزة الدوري في قمة جهله وغروره وانعدام الحد الأدنى من تقييمه للأمور بشكل عاقل، فقد هدد وتوعد وهاجم الكويت متحدثا عن قوة العراق العظيم حسب قوله، وفي أقل من شهر كانت بغداد تسقط والفئران تهرب منها إلى الجحور.

2- في عدد جريدة الشرق الأوسط 23/4/2015 يرسل القارئ العراقي خالد جوان معقبا على الزميل عبدالرحمن الراشد وكاشفا حقيقة ان عزة الدوري كان يعاني منذ أواخر التسعينيات من سرطان الدم مما يحوجه لتبديل دمه كل 6 أشهر، ومتسائلا: كيف بقي الدوري على قيد الحياة لمدة 12 عاما بعد سقوط بغداد؟ وأين كان يستبدل دمه؟! سؤال محق.