عبد العزيز الدويسان يكتب - التاكسي

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 875 مشاهدات 0

عبدالعزيز الدويسان

سائق التاكسي هذه الوظيفة الذي يلتقي مع مئات الناس .. مختلف الأجناس .. تنوع الألوان .. تعدد الثقافات .. باختلاف المستويات والأفكار ؛ يقابل أناس تختلف في الطيبة والمعاملة كما تختلف أصابع اليد الواحدة طولها ؛ مهنة التاكسي يكون لاقط لأخبار المجتمع فتتنوع الأخبار التي ينقلها له الركاب بين السياسية والاقتصادية والشؤون العامة فيكون لديه محصول وافر من الأخبار والمعلومات .

وهو نفس المعالج النفسي فهناك يأتي من يفضفض ما في قلبه ثم تنتهي الرحلة القصيرة ويعلم إنه لم يرجع له مرة أخرى فالعلاقات العابرة السريعة يفرغ الراكب الهموم والضيق وأحيانا حتى المشاكل الخاصة لشخص يستع له ويعرف إنه لم يضره أو يلتقي فيه مستقبلا ، فيخرج الراكب وهو مرتاح وقد يقدم المزيد من المال لصاحب التاكسي مجرد استماعه له ، مهنة التاكسي مدرسة وخبرة الحياة تسمتع لحكمه أو نصيحة من ذهب ، ومهنة التاكسي فرصة لإستطلاع آراء الناس ؛ وقبل سنوات قليلة قام رئيس الوزراء النرويجي ( ينس شتولتنبرغ ) بالعمل سائق أجره لمدة يوم واحد في العاصمة اوسلو لمعرفة آراء الشعب وتنكر بلباس ولم يوضح عن شخصيته إلا بعد أن تعرف الركاب عليه .

وسائق تاكسي صيني يملك أكبر عدد من صور السلفي مع ركاب سيارته وبطريقته هذه عمل شهره لشخصه وأصبح نقطة لجلب الزبائن إليه ؛ ودول تقدر وتعطي أهمية كبرى لهذه المهنه وليسة مهنة عشوائية وأخذ رخصة قيادة وانتهى الموضوع ولكن مهنة شاقة وصعبة ودراسة هذا مانقله لنا المبدع أحمد الشقيري في أحد حلقاته خواطر عن تاكسي لندن :

فعندما سأل أحمد الشقيري سائق تاكسي في لندن :
لماذا تعمل سائق تاكسي ؟
فأجاب اجابة غريبة جدا : حتى يفتخر بي أهلي وأقاربي وأبنائي ويحترمني من حولي !
وحينما يريد أي شخص أن يعمل سائق تاكسي فى لندن يتوجب عليه الدراسة لمدة تتراوح من 3 الى 5 سنوات في مدة الدراسة يدرس ويحفظ سائق التاكسي كل سنتيمتر في لندن وجميع الطرق والمداخل والمخارج وكل مكان موجود في لندن؛ وأكثر من 50% من المتقدمين حتى يصبحوا سائقين تاكسي في لندن لم يستطيعوا اكمال الدراسة نظرا لصعوبة الدراسة؛ و مخ سائق التاكسي فى لندن أكبر من مخ أي إنسان عادي ومن الصعب إصابته بمرض الزهايمر نظرا للكم الهائل الذي يحفظه من الطرق والأماكن والمداخل والمخارج واستخدامه لذلك يوميا ؛ وعندما يعرف الأطفال في المدرسة أن زميلهم في الفصل يعمل والده سائق تاكسي في لندن يحاول جميع الأطفال التقرب من هذا الطفل ويطلبوا من هذا الطفل أن يلتقطوا الصور مع أبيه ! قصة تدهش الجميع لغرابتها عن هذه المهنه ؛ ويبقى صاحب التاكسي أحد واجهة البلد الرئيسية بإمكانك الحكم ووضع تصور عن بلد من خلال التاكسي .

 

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك