لعلاج ظاهرة العنف الشبابي ثلاثة محاور يكتب عنها ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  عنف الشباب.. حالات فردية أم ظاهرة اجتماعية؟

ناصر المطيري

 

تكررت المشاجرات وأحداث العنف بين فئة الشباب في المجتمع الكويتي فهل أصبحنا أمام ظاهرة اجتماعية تمثل اشكالية في العلاقات بين الأفراد؟ وما الدوافع وراء هذه الظاهرة؟ وهل هناك ثمة علاجات يمكنها التدخل لاستئصال هذا السلوك الانحرافي الذي بدأ يتفشى في كل المجتمعات ويكاد يشكل ظاهرة سلبية في المجتمع الكويتي بشكل خاص؟ 
أي مشكلة أو ظاهرة اجتماعية سلبية تحتاج فيم عالجتها الى البدء بتشخيصها وتأصيلها بمعرفة أسبابها ودوافعها ومن يقف وراءها وذلك حتى يتسنى علاجها علاجا جذريا وليس وقتيا ويجب عدم التعامل مع المشكلة بأسلوب ردود الأفعال غير المحسوبة لأن النتائج ستكون عكسية.
ولو حاولنا سبر أغوار موجة العنف الشبابي في مجتمعنا فاننا نتلمس الأسباب الكامنة وراءها تتركز في بعض العوامل منها فرط النشاط لدى الشباب الذي تقابله قلة في الانتاجية أو تنفيس تلك الطاقة الشبابية المفرطة المعطلة عن العمل الحقيقي لذلك تجد ظاهرة الشباب «المعضل» تنتشر في المجمعات والأسواق وهم يستعرضون بأجسامهم بطريقة تستفز الآخر.
يضاف الى ذلك أن العديد من الشخصيات الشبابية التي تجوب المجمعات التجارية والمرافق السياحية في الكويت تتسم بأنها من الشخصيات الاندفاعية وتتصف بعدم التحكم بالسلوك وربما تكون أسباب ذلك عائدة الى خلل أسري يعاني منه الشاب مع ضعف المستوى التربوي والتعليمي.
ولا ننسى أن غياب القدوة الحسنة خلّف لنا شبابا انقطعت صلته بالماضي الجميل وهو احد أهم الأسباب لانتشار ظاهرة العنف. علاوة على ان الاحباط والمشاعر السلبية التي يشعر بها الانسان تولد لديه احساسا بالغضب، ولو لم يمتص الانسان هذا الغضب يتحول الى عدوان، ومن الممكن أن يتحول هذا العدوان من خلال الاعتراض باللفظ أو القول، واذا اجتزنا هذه الحالة يتحول العدوان عند الانسان الى العنف، ومن العنف يصل الى الانتقام وهي منظومة نفسية اجتماعية.
ولا ننسى ان من الأسباب المهمة والمؤثرة في تغذية ظاهرة العنف حالة الاحتقان السياسي ووجود بعض التيارات السياسية المتطرفة التي تمارس نشاطها بتشنج وانفعال حاد، يضاف الى ذلك انسداد أفق الحوار ومسارات التغيير الممكنة.
وان العنف قد تحول بالفعل من ممارسة فردية الى ظاهرة اجتماعية خطرة وأن مواجهتها يحتاج الى جهود هائلة من جانب الدولة والمجتمع.
واذا أردنا أن نتحدث عن العلاجات وسبل الوقاية فهي تنطلق من ثلاثة محاور أولها تتحمله الأسرة والتنشئة الأولى للأبناء بزرع قيم الحب والتسامح والغرس الديني السليم، والمحور الثاني يتحمله الاعلام وما يقدمه من رسائل تنمي الحس المجتمعي المتآلف بين أفراد المجتمع، اعلام يجمع ولايفرق اعلام ينبذ مشاعر وسلوكيات الكراهية في المجتمع، شبابنا يحتاج الى رسالة اعلامية هادفة ترتفع فوق الصراعات السياسية التي تقسم المجتمع الى فئات وطوائف وذلك حتى يمارس شبابنا حياته بوئام ودون مشاعر سلبية ضد هذا المختلف عنه مذهبيا أو ذاك المتباين عنه فئويا أو ثقافيا.
محور العلاج الثالث للعنف الشبابي يجب أن يكون محورا أمنيا يبسط سيادة القانون ويحقق الردع لكل من يتجاوز على الناس وحرياتهم ويضع حدا لكل عنف لفظي أو مادي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك