إضراب الأطباء يمثل انتهاكاً صارخاً لشرف المهنة!.. بنظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 669 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  أيهما أهم: القاضي.. أم الطبيب؟!

د. وائل الحساوي

 

رفضت الجمعية الطبية الكويتية البديل الاستراتيجي واعتبرت تطبيقه على الاطباء مجحفاً وتعسفياً وعدم تقدير لمهمتهم الانسانية وطالبت بمعاملة هذه الفئة معاملة خاصة احتراماً لمهنتهم النبيلة وطالبت الجمعية بمساواة هذه الفئة بالقضاة في المميزات وسلم الرواتب.

وهددت الجمعية بأنه في حال تطبيق البديل الاستراتيجي فإن أحد الخيارات المطروحة لديهم هو اللجوء الى الاضراب!

لا أعلم ما جوانب الظلم التي سيعاني منها الاطباء في حال تطبيق البديل الاستراتيجي اللهم إلا ان كان تطبيق هذا البديل يعني تقليل رواتبهم ومميزاتهم الحالية، فالاطباء بعد سلسلة الزيادات الاخيرة خلال الخمس سنوات الماضية قد نالهم حظ وافر من الزيادات المالية التي تتناسب مع الدور المهم الذي يقومون به ولا شك ان القول بأن تلك الرواتب مجزية من عدمه هي قضية نسبية لا يمكن الجزم بها.

أما قولهم بأن المطلوب هو مساواتهم بالقضاة في المميزات وسلم الرواتب فهو يعني ان تخصص ميزانية الدولة كلها لهذه الفئات، فالقضاة تظل اعدادهم قليلة نسبيا بالاطباء وقد أبدينا امتعاضنا من فرضهم مكافآت كبيرة لأنفسهم وابدينا تخوفنا من ان تنتقل العدوى الى بقية موظفي الدولة!

ولو اردنا ان ننتقل بميزان المقارنة بين الوظائف لقلنا ان فئة المهندسين لا تقل أهمية عن الاطباء حيث ينوط بالمهندس الكثير من المهمات في البلد في مجال التخطيط والعمران والصناعة والانشاءات والابحاث بل ان اكثر من 90 في المئة من الاستكشافات الطبية هي في الحقيقة اكتشافات هندسية.

وفي الولايات المتحدة الأميركية يشغل المهندسون نحو 50 في المئة من المناصب القيادية في الدولة.

هذا من ناحية المقارنة بين المهن بشكل عام، أما اذا أردنا تتبع بعض الاعمال التي يؤديها اشخاص فسنجد منها ما يفوق عمل القضاة والاطباء، فسائق التاكسي او الشاحنة يخاطر يوميا في وسط هذه الشوارع المميتة، والعامل في ورشة او مصنع يبذل جهودا مضنية، والمدرس يبذل جهودا كبيرة لتربية الاجيال وهكذا.

أتمنى من الحكومة ومن المجلس ماداما بصدد مناقشة البديل الاستراتيجي للوظائف في الكويت ان يضعوا الثقل الاكبر على كفاءة الموظف ومدى إخلاصه في عمله مهما كانت وظيفته فنحن نعلم بأن هناك الكثيرين من بعض اصحاب المهن لا يؤدون اعمالهم كما ينبغي بل منهم من يغش في عمله ويتسبب بالكوارث لدولته، ومن شأن وضع بدائل للوظائف دون مراعاة الاشخاص ومدى استحقاقهم لها ان يتسبب بالظلم للكثيرين!

لقد شاهدنا في الغرب كيف يتم استقطاب الكفاءات للعمل دون النظر الى شهاداتهم ولكن الى خبرتهم وكفاءتهم أما في بلادنا فإن الشهادة قد تحولت الى غاية وهدف للتكسب ولذلك يتسابق الكثيرون على الحصول على أعلى الدرجات من اسوأ الجامعات فالغاية تبرر الوسيلة!

تبقى قضية الإضراب للاطباء فهي تمثل انتهاكاً صارخاً لشرف المهنة، فهل تتصور طبيباً يرفض إسعاف مريض يوشك على الموت لأنه لم يتقاض الأجر المناسب!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك