عن الملايين التائهة في مؤسسة الموانئ!.. يكتب وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 2072 مشاهدات 0


القبس

8 ملايين 'تايهة' في مؤسسة الموانئ!

وليد عبدالله الغانم

 

8 ملايين دينار «تايهة» في ميزانية مؤسسة الموانئ وفق تقرير ديوان المحاسبة الذي اكتشف صرف هذا المبلغ من دون العثور على مستندات صرفه من عقود واستمارات وموافقات رسمية، وكان تبرير مؤسسة الموانئ أن هذه المبالغ صرفت مقابل أعمال «استشارية» (القبس 2015/5/3) ولا أدري أي جهة محلية أو عالمية تستحق أن تدفع لها المؤسسة هذا المبلغ الهائل لقاء الاستشارة الفنية!
الغريب أن معظم الإدارات العاملة في الموانئ تتهرب من تقديم إفادة سليمة وواضحة لديوان المحاسبة بهذا الموضوع. فإدارة نظم المعلومات تحيلهم إلى الإدارة المالية، والادارة المالية تلقي بالكرة في ملعب الادارة القانونية، والادارة القانونية تقول: راجعوا مكتب الرقابة! وأخيراً، يقول مكتب الرقابة للديوان: اطلبوا البيانات من مسؤول حسابات البنوك.. وهكذا، تلعب مؤسسة الموانئ اللعبة الشعبية: «والعروس تبي عيال، والعيال يبون حليب، والحليب عند البقر، والبقر يبون حشيش...»!
هل يُعقل أن مؤسسة حكومية تملك صرف ملايين الدنانير من دون عقود، ولا موافقات ولا ارتباطات مالية؟! وهل يجوز أن ديوان المحاسبة يلاقي هذه المعاملة السيئة والتهرب من أداء الواجبات الوظيفية من قبل بعض مسؤولي الموانئ؟! وما سبب تعامل إدارات الموانئ مع هذه القضية كأنها جمرة، الكل «يحذفها» على الآخر؟!
كل هذه السالفة خلوها بصوب. فالموضوع قد فتح، وبإذن الله تعالى تنكشف الحقائق لنعلم الوقائع كاملة، لكن أعجب ما في هذه القصة أن احد ردود الموانئ على ديوان المحاسبة تضمن فقرة لا مثيل لها! حيث جاء فيها «إن ديوان المحاسبة تخلّى عن ملاحقة سُرّاق المال العام، ويتابع المساكين»! يا تُرى، من جاء بهذا الرد الصاعق، ومن تبنّى هذا الدفاع الخطير في الموانئ؟! من يصدّق ان جهة حكومية ترد على ديوان المحاسبة، فتقول له إنك تخلي الحرامية وتلاحق المساكين؟ صج جذب، والا نكتة هذه؟! وبعدين، هل أصبح ضياع 8 ملايين دينار أمراً تافهاً يقع فيه المساكين؟!.. إذاً، ماذا يجري في باقي ميزانيات الدولة؟ وهل خزنة مؤسسة الموانئ سبيل، يا معالي وزير المالية ومعالي وزير المواصلات؟! إنها بذمتكم الآن. فماذا أنتم فاعلون؟! والله الموفّ.ق.

• إضاءة تاريخية:
سعد مشعل العنزي، مواليد 1963 اختطف بالغزو العراقي في منطقة صباح السالم 1990/11/1، وهو أول أسير كويتي يكتشف رفاته في مقبرة جماعية بالسماوة 2003 رحمه الله تعالى، وتقبَّله من الشهداء. 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك