خطوات ضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي!.. بقلم شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 1018 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  دخول اليمن لمجلس التعاون

د. شملان يوسف العيسى

 

كشف متحدث باسم الحكومة اليمنية عن عزم حكومته التقدم بطلب عضوية مجلس التعاون الخليجي.
مشكلة القيادة اليمنية التي طالبت بالانضمام إلى مجلس التعاون هي تصورها الخاطئ أن الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي يمكن تحقيقها بتبني فكرة انضمام اليمن للمجلس الخليجي.
بعيداً عن التمنيات الطيبة والاماني والنظريات المخلصة.. السؤال: هل هذه الفكرة ستلقى القبول والتطبيق من دون الحاجة الى دراسة ما اذا كانت البيئة السياسية في اليمن ملائمة ومستعدة للانتقال من حالة الفوضى والحروب الأهلية والنزاعات القبلية والمذهبية؟.. السؤال الذي نود طرحه على من يطالب بضم اليمن لمجلس التعاون: هل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية مهيأة ومتقبلة للانضمام.. في بلد لا توجد فيه سلطة مركزية واحدة يحترمها كل طوائف الشعب اليمني؟.. كيف يمكن المطالبة بالانضمام الى بلد لا يوجد فيه استقرار سياسي أو اقتصادي؟ لذلك مطلوب أولا ضمان الأمن والاستقرار في كل ربوع اليمن.
التساؤل الثاني: هل النخبة السياسية والقبلية والحركات السياسية والاحزاب المتعددة لديهم الاستعداد للتخلي عن ولاءاتهم القبلية والطائفية والمناطقية من اجل الانصهار في بوتقة المواطنة والتخلي عن ولاءاتهم الجانبية من اجل توحيد الشعب اليمني وضمان امنه واستقراره؟
وحتى لا يتم اتهامي بأنني ضد انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي اعتقد بأن هناك خطوات عملية وعقلانية يجب ان تتخذ قبل الاقدام على الانضمام لمجلس التعاون الخليجي وهذه الخطوات:
أولا: الدعوة الى حوار وطني بين جميع فئات المجتمع اليمني بدون اقصاء أحد تحت اشراف دولي محايد للعمل على حل مشاكلهم المعلقة في مجتمع قبلي موغل في القبلية والطائفية.. يتركز الحوار حول ما هو النظام السياسي الملائم لليمن ويصلح لهم كشعب على ان يكون هذا النظام نظاما مؤسسيا يسعى الى التقليص التدريجي لنفوذ القبيلة والطائفة واحلال فكرة «المواطنة» عند الفرد اليمني بعيداً عن الولاءات الجانبية.
ثانيا: نحتاج الى برلمان منتخب من الشعب ويتم اختياره من قبلهم على ان يتكون البرلمان من مجلسين.. مجلس الشعب ويتم انتخابه من الشعب بشكل مباشر أما المجلس الاعلى «مجلس الأعيان» فيضم النخبة الثقافية والعلمية من قضاة ومحامين واطباء وعلماء اليمن فيتم اختياره كما يتم اختيار رؤساء والقبائل والطوائف والاقليات اليهودية والمسيحية وغيرها في اليمن، مهمة المجلس الاعلى هي مراقبة اداء مجلس النواب أو الشعب حتى لا يتحول اداة للاحزاب الدينية أو القبائل والطوائف وغيرها.
ثالثا: يحتاج اليمن في المرحلة القادمة بعد انتهاء الحرب الى مشروع مارشال خليجي ينهض باليمن اقتصاديا وحتى يصلح حال الشعب يحتاج الى توفير الخدمات من تعليم وصحة وكهرباء وماء وغيرها.. كما يحتاج الى اقامة صناعات والاهتمام اكثر بالزراعة لتوظيف شباب اليمن وخلق فرص جيدة لهم.
واخيرا مطلوب من الجميع في الخليج والوطن العربي فتح حوار حضاري وعلمي مكثف حول كيف يمكن انقاذ اليمن من ازماته المتكررة، فالشعب اليمني شعب طيب ويستحق الحياة ومن حق اطفاله الابرياء التطلع الى حياة افضل مما هم عليه.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك