الاستقرار الداخلي هو الضمانة الحقيقية لأمن المنطقة!.. بنظر وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 331 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  كامب ديفيد وأمن المنطقة!

وليد الرجيب

 

يرجّح بعض المتابعين والمحللين السياسيين، أن محور لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، هو إعطاء تطمينات لهم حول الاتفاق النووي مع إيران، بحيث يقدم ضمانات لقادة المنطقة حول أمن بلدانهم.

وبالطبع هذا يتطلب عددا من الترتيبات حول علاقة دول الخليج بإيران، فالولايات المتحدة تريد مَسك العصا من المنتصف، فهي لا تريد أن تفقد حلفاءها ومصالحها مع الدول الخليجية الغنية بالنفط، ومن جانب آخر تريد دخول إيران في المعادلة الإقليمية برضا هذه الدول.

وفي الواقع وبكل الأحول فإن الضمانات الحقيقية لأمن المنطقة، هو الاستقرار الداخلي للبلدان من خلال توسيع هامش الحريات لشعوب المنطقة، والتقرب من هذه الشعوب بتقديم أثمان سياسية وتنازلات تتعلق بحقوقها السياسية والاجتماعية، ومن دون ذلك لا معنى للحديث عن أمن المنطقة واستقرارها الداخلي.

قلنا مراراً ان الواقع الدولي والإقليمي شديد التعقيد، والأخطار الإقليمية المحدقة ببلدان الخليج تتطلب ليس مزيداً من التشدد الأمني، ولكنها تتطلب الاستناد للشعوب لمواجهة التهديدات، وفسح المجال لها للمشاركة الشعبية الحقيقية، واعتبارها مصدر السلطات جميعاً بشكل فعلي، أما الاستمرار في نهج الانفراد بالسلطة وخلق هوة بين الأنظمة والشعوب، فهو يقود إلى إضعاف القاعدة الحقيقية التي يجب الاعتماد عليها، فبالنهاية لن تعطي الولايات المتحدة ضمانات فقط لحبها المجرد لدولنا أو لسواد عيوننا.

وبالطبع هناك خصوصيات نسبية بين دول الخليج، فعلى سبيل المثال في الكويت عاد الترويج لموضوع الحوار الوطني، ويعاد تكرار الجواب نفسه وهو ماذا تم على أرض الواقع لتخفيف الاحتقان السياسي، أو لانفراج الأزمة السياسية التي تتعمق بشكل مستمر؟ فلم تتوقف الملاحقة السياسية للنشطاء السياسيين والمغردين، ولم يتم تعديل النظام الانتخابي، ولم يُستجب لمطالب الحراك الشعبي، فليست هناك معطيات ولا مبادرات من الحكومة ذاتها، مثل إعادة الجنسيات المسقطة والمسحوبة، ولم يوضع قانون للعفو الشامل، وافساح المجال للحريات، أو على الأقل التراجع عن القوانين المقيدة للحريات.

إن العلاقات السياسية الخارجية لا توجد بها صداقة دائمة أو عداء دائم، لكن توجد بها مصالح دائمة، وهذا لا يعطي ضمانات حقيقية، كما أن التطمينات الخاصة بأمن المنطقة، لا تعني الاطمئنان الكامل، فبالأمس أميركا وإيران كانتا عدوتين واليوم أصبحتا حليفتين، لكن صلة الشعوب ببلدانها هي الثابت والدائم، وهو ما يتطلب إعادة النظر بعلاقة السلطات بشعوبها، وتقديم التنازلات المستحقة لها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك