الملك سلمان يقود امته بحكمة وعزيمة.. بقلم اسماعيل الجنابي

زاوية الكتاب

كتب 2480 مشاهدات 0


إنَّ الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم، هذه العبارة استوقفتني كثيرا وانا اقرأها ، ولعلها اعطتني نظرة ثاقبة عن رجل تنطبق عليه ما قرأت ، خاصة في ظل ظروف معقدة انتجتها تراكمات الاحداث الإقليمية والدولية ، وإذا قدر لمراقب عربي أو أجنبي محايد أن يتابع مجريات الاحداث وخصوصا بعد ان اطل علينا ضيف ليس كباقي الضيوف ، استقبله الناس بابتسامة عريضة ما لبثت ان جعلت أصحابها يتحسرون على فتح أفواههم كي يلمع بريق اسنانهم ، هذا الزائر الذي حمل اسم ( الربيع العربي )، ترك اثراً سيئا لدى غالبية الناس في مجتمعنا العربي ، كونه لبَّد سماءنا بالغيوم السوداء الموحشة وبدلا من ان يرتدي الصبية ملابس الربيع المزينة بالورود ، جاء الربيع عليلاً دون نسيم ولم يثمر سوى انتقال دموي وخراب مدمر في خضم هذه الظروف والاحداث ليتحول الى خريف عاصف مزلزل لبنية مجتمعاتنا . لقد توالت علينا الاحداث بغزارة ، جعلت الامة تعيش في حالة مخاض عسيرة ، ليخرج من رحمها رجل حكيم وشجاع يملك من البصيرة والقدرة على اتخاذ المواقف الصائبة التي تجعل من أصحابها اسنة للرماح ، هذه المعاني والقيم الراسخة تجلت في مسيرة رجل اسمه الملك سلمان بن عبد العزيز ، لقد اثبت جلالته ومنذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية ، ان المهمة الملقاة على عاتقه لن تكون سهلة في جميع محطاتها ، ولكن المطمئن في هذا الامر ان الملك يتمتع بذكاء حاذق وقيادة محنكة تؤهله لهذا الدور الريادي والمستقبلي لتاريخ الامة العربية في ظل الظروف الحرجة والمصيرية التي تحيط بالأمتين العربية والاسلامية . إن الأساطير والملاحم وحتى الأحداث الخرافية التي تجسدها دراما السينم العالمية حينما تصور أحداثا جسيمة في التاريخ ومهما تجاوزت المبالغة فيها حدود المعقول والمقبول لا يمكنها أمام هذه الحالة التي نشاهدها اليوم تجاه الخطر المحدق الذي اصبح يهز كيان الامة ويرسم ملامح جديدة لخريطتها ، الا ان تواجه بواقعة حقيقية ملموسة ، وهي اما ان تكون امة تتولى أمرها بنفسها من خلال قيادة حكيمة اصيلة ، كأصالة انتمائها لعروبتها واسلامها وسفر تاريخها الخالد، أو ان يُولى عليها من يتربص بها الشر والاذى النابع من الحقد الدفين الذي مازال يراود احلامهم الوردية واساطيرهم الخيالية المغلفة بعروش الطاووس . يقال في سياق الحوارات الجدلية ان العواطف لا تلتقي مع السياسة ! وان السياسة هي التي يمكن ان تصنع الحدث العظيم لا العواطف ، ولكن رجل العرب القادم وما يحمله من عواطف التسامح والمصالحة والعمل السياسي المحنك يؤهله للسير بخطى مدروسة ، ( واثق الخطوة يمشي ملكاً ) وعلينا ان نكون واثقين في اطمئناننا لما يتصف به الملك سلمان من مصداقية في العمل الوطني وقدرة على صناعة الحدث السياسي الذي يصنع التاريخ ، ولعل باكورة الاحداث ومعاني الاقتدار ، تجلت في عملية جريئة وحكيمة ، كانت عاصفة حازمة ومدوية على رؤوس الاعداء ، فاستحقت ان يطلق عليها ( عاصفة الحزم ). لدينا إيمان عميق بأن الأوطان التي تصنع وتستعيد أمجادها ووجوده وجغرافيتها وهويتها ، يمكن أن تكون ممكنة من خلال العمل الوطني القومي وهذا ما يجعل ايماننا يتعمق اكثر فيما هو واضح وجلي لمسيرة الملك الجديد ، وفي هذا السياق أجدها فرصة مناسبة الآن للحديث عن 'الاستحقاق التاريخي' الذي ينتظر المملكة العربية السعودية بعد ان اعادت بوصلة القيادة اليها وعضدت اعمدة بنيانها ، مرسلة رسالة واضحة ودقيقة الى الامة العربية ، ان المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت بما يعزز مكانة الامة وما يمكن ان يرسمه من طريق نحو الوصول إلى الغاية والاستحقاق الذي بموجبه وعلى أساسه ارتدت ارض الحرمين الشريفين حلتها الجديدة والمكانة المرموقة التي ينتظرها مستقبل زاهر بقيادة ملك ظافر.. يصنع تاريخه وتاريخ شعبه وامته بعزيمة واقتدار .

بقلم: إسماعيل الجنابي

الآن: وكالة أخبار العرب

تعليقات

اكتب تعليقك