أخطر الفتن التي تمر بالرجال في حياتهم هي النساء!.. برأي عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 2521 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  حب بعد الخمسين

عبدالعزيز صباح الفضلي

 

هناك ميل فطري جعله الله تعالى بين الرجل والمرأة، و من أعظم أسبابه بقاء نسل الإنسان ودوام وجود البشرية على هذه الأرض.

وقد تنشأ المحبة أو الإعجاب بين الطرفين بسبب نظرة أو نبرة صوت، أو موقف شهامة، أو جميل خصال.

ويكون الطريق الصحيح لاجتماع كلا الطرفين هو ما شرعه الله تعالى من خلال الزواج.

ولكن إن وقفت عقبات دون إتمام ذلك العرس لاعتبارات دينية أو طائفية أو طبقية، أو لتعلق المرأة بذمة رجل آخر، أو لغيرها من الأسباب.. فما العمل؟

هل يتبع كل منهما شهوته وعاطفته، ويقع في الحرام ولا يهتم لأي اعتبارات أخرى، أم يكتم محبته وهواه؟

ذكر ابن القيم قصة شاب رأى فتاة فأُعجب بها، فخطبها من أهلها فقالوا: «إنها مسمّاة لابن عمها»، فرجع، فأرسلت له الفتاة مع جارية لها: إنا نجد من الحب ما تجد، فإما أن نزورك، أونُهيىء لك المكان لتزورنا.

فقال للجارية: قولي لها: إني أخاف ناراً لا تخبو سعيرها ولا ينطفئ لهيبها، فلما سمعت بجوابه قالت: ما أحد أحق بي منه، فتركت الدنيا وزينتها وأقبلت على طاعة الله وهي تكتم حبها للشاب حتى توفاها الله.

وذكر الغزالي في كتابه الإحياء ان صاحب محل أعجبته جارية لبعض جيرانه، فأرسلها أهلها في حاجة فتبعها وراودها عن نفسها فقالت: لا تفعل فإني أشد حبا لك منك لي، ولكني أخاف الله، فقال: أنت تخافينه وأنا لا أخافه، فرجع تائبا إلى الله...

إن من أخطر الفتن التي تمر بالرجال في حياتهم هي النساء، ولذلك كان من الواجب على الرجل أن يغلق كل باب تأتيه منه الفتنة وكما قيل: «الباب الذي تأتيك منه الريح سدّه (أي أغلقه) واستريح».

ومن أخطر الأبواب باب النظرة المحرمة، فالنظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، وتولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، و تقوى الإرادة فتكون عزيمة، ثم يقع الفعل المحرم، ما لم يمنعه مانع.

ولذلك قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا

لقلبك أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا على كله أنت قادر

ولا عن بعضه أنت صابر

لذا كان حبس اللحظات والنظرات أيسر من دوام الحسرات، والبعض يعتقد أن التواصل مع النساء الأجنبيات هو نوع من الترفيه المباح والتسلية، وهو لا يدري أنها أولى خطوات الشيطان للوقوع بفاحشة الزنى.

وهذه الفاحشة كما ذكر ابن القيم هي «مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكسّت رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنى، فإنها إن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن أبقته ونسبته للزوج فإنها أدخلت على أهله وأهلها أجنبيا ليس منهم، فورثهم وليس منهم، ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وليس منهم، إلى غير ذلك من المفاسد..».

ونقول لكل من بقيت فيه بقية خلق ودين تذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، ويقول الشافعي:

يا هاتكا ستر الرجال وقاطعا

سبل المودة عشت غير مكرم

لو كنت حرا من سلالة طاهر

ما كنت هتّاكا لحرمة مسلم

لقد فتح الله باب التوبة ولن يغلق إلى قيام الساعة، جاء رجل مذنب إلى عالم فسأله: هل يقبلني ربي وقد عظُم جرمي؟ فقال العالم: ويحك إنه ينادي المُدبرين أفلا يتوب على المُقبلين؟

وصيتنا هذه لكل الرجال والنساء وهي في حق من تجاوز الخمسين أولى.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك