'الملقوف' هو أول من سيحترق بنار الفتنة!.. بنظر خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 3183 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  'الملقوف' الطائش مطية الفتنة

د. خالد عايد الجنفاوي

 

تشير كلمة “الملقوف” وفق اللهجة الكويتية التقليدية إلى الشخص الطائش أو أهوج المنطق والتصرفات من يتدخل فيما لا يعنيه, فيمارس هذا النوع من الطائشين “اللقافة” وهي السلوك الأرعن في التصرفات الشخصية والأقوال والعجلة في الانغماس في كل أمر جدلي, ف¯ “الملقوف” يشبه إلى حد كبير ذلك الشخص الذي يسعى إلى جذب الانتباه لنفسه, حتى لو تجشم ما لن يستطيع لاحقاً التعامل معه. وتشير الفتنة إلى “اختلافُ الناس بالآراء, والتأْويل والظُّلْم, والضلال والإِثم, والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق, والحروب والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا, ويكون ما يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها” (المصدر لسان العرب). تتمثل احدى مشكلات الفتنة, ليس فقط في انها آفة ستجلب الخراب والدمار للمجتمعات الانسانية ولكنها تبدو أيسر أنواع الشرور التي سيفتعلها الطائش لأن هذا النوع من الافراد يبحث دائماً عن الشهرة من دون التفكير بعواقب سلوكياتهم وتصرفاتهم السلبية, فلا يفكرون في ما يقولون أو ما يكتبون, ف¯ “الملقوف” لا يدرك أحياناً ما تعنيه الفتنة فعلاً, وما يمكن أن تؤدي اليه من فوضى و دمار, فمنطلقاتها فاسدة ونتائجها ستكون مؤلمة كونها ستترك وراءها الويل والعذاب والخراب.
كيف يحرض الطائش على الفتنة?
يختلف دخول “الملقوف” الأرعن في الفتنة عن ولوج الفتنوي القُحُّ مع سبق الاصرار والترصد , إذا أردتم, وذلك لأن “الملقوف” يحرض على الفتنة بشكل غير مباشر أحياناً وذلك بسبب سفاهته أو سذاجته أو سلاطة لسانه, وعدم تفكيره في نتائج ما يقوله أو يأتيه من تصرفات فتنوية, فدلالات الكلام الفتنوي واضحة ولا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها, كتحريض عامة الناس على بعضهم بعضاً وتقليل أهمية احترام القانون والتحريض على التشكيك في نوايا المواطنين الآخرين ومحاولة اضعاف علاقات الرحمة والمودة بين أعضاء المجتمع الواحد عن طريق محاولة تفريقهم أحزاباً وفئات متصارعة والمحاولات البائسة لإضعاف الحس الوطني. أبرز وسائل التحريض على الفتنة هو دفع الآخرين إلى البطر بنعم الأمن والأمان والوحدة الوطنية والتشويه الفتنوي للواقع المحلي عبر بثه للإشاعات المغرضة بهدف حقن القلوب وبقصد تحبيط الأفراد أو تحريضهم على عدم الالتزام بالمسؤوليات والواجبات والوطنية المتعارف والمتوافق عليها.
يمكن مكافحة شر بعض “الملاقيف” والطائشين, مطايا الفتنة, بتكريس التفكير العقلاني وإعلاء شأن الوحدة الوطنية, والتأكيد على سوء منقلب من سيحرض على الفتنة, فأول من سيحترق بنار الفتنة والعياذ بالله هو ذلك الغبي “الملقوف” مطية الفتنة.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك