الإصلاح من زاوية يكتب عنها - فهد بن رشاش

زاوية الكتاب

كتب 936 مشاهدات 0


الإصلاح ردة فعل طبيعية لأي أخطاء تحدث في حكم ودولة ، إلا أن هذا الإصلاح الممزوج بالحماس يرتد بنفس [ قوته ] على أهله ولو بعد حين إن لم يضبط .

الحماس والتفاعل أمر مطلوب لأي عملية جماعية حركية ، فهو من وسائل الاستمرار وتحقيق الاهداف ، ولكن يجب أن يراعى الإنضباط في ذلك حتى يكون طريق سيرها سليم ونافع ، فالحماس إن لم يكن منضبط أصبح عملية عشوائية متفجرة ومُفجرة .

الكل يرفع شعار الإصلاح بطريقته وبفهمه ، لذلك أصبحنا نرى الإصلاح بأوجه كثيرة ومختلفة بل ومتناقضة في الغالب ، ونحن لا ننكر أن الإصلاح له طرق مُختلفة من حيث الشكل والأسلوب إلا أن هذه الطرق بلا شك لا تتناقض ولا تتناحر بسبب الاهواء والطموح الشخصي ، فقد تكون نقطة الاختلاف في التوقيت او الفهم أما الغاية والنتيجة فلا اختلاف على شكلها ووضوحها  .

ثم من الطبيعي أن ترى جماعات كثيرة تدعو الاصلاح وتدّعيه  وهي في الأساس مصطنعة وذلك من أجل ملء الفراغ ومزاحمة من خرجوا من أجل الوطن ومواطنيه ، فقط لصنع التعددية واختطاف الاضواء وزرع الخيارات المُختلفة واقتراح السهل المضر منافسة للصعب المفيد .

هذا ما يحصل الآن في دولة تطبق الديموقراطية من طرف واحد ، حالها حال الحب من طرف واحد فصاحبه حالم واهم مُعلَّق مُتعلق لم يتزوج أساساً كي يُعد مُطلق ، فالديموقراطية لم تطبق كي يفاخر بها من يدعيها .

تضحيات الاصلاح دائماً تكون بقدر ما وقع من الأخطاء ، أما المبالغات التي تجر للفوضى وزرع الفتن وتضليل الرأي الصحيح ، وفتح باب الشهرة خصوصاً للشباب كي يكسب طرفهم وحماسهم فهذا كله من المغالطات التي وقع بها أصحابنا سواء بقصد البعض منهم أم بغير قصد  .

 يا من تناشد الاصلاح لا تترجمه بلغة الانتقام والتعدي والتخوين لكل من يخالفك برأيه وبطريقته للاصلاح ، فإن كان لك رأي تريد ان تصلح به  فالبقية يحمولون آراء مُصلحة أيضاً ، فالإصلاح ليس مُحتكر لأحد .

اليوم للأسف رأينا نتيجة ذلك الحماس العشوائي ، بسجن البعض وترحيل آخرين ، وتزاحم القضايا بحق الكثير وعلى رأسهم شباب رآى الإصلاح بالتعدي والتهور دون تعقل بعضهم ، وكأن الإصلاح لا يتم إلا بالسب والقذف ، أضف إلى ذلك أن كثير من الحقائق سقطت قيمتها بسبب الأسلوب التي كُشفت به للأسف .

ما بعد النقطة :
الإصلاح ليس منصة للشهرة ، ولا مزاداً لعرض التضحيات ، بل هو عملية الأصل فيها أن تكون طوق نجاة للجميع .


بقلم /

فهد بن رشاش

الآن - رأي / فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك