محطات في حياة الراحل جاسم الخرافي!.. بقلم محمد العبدالجادر

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


القبس

الراحل جاسم الخرافي.. محطات

د. محمد عبدالله العبدالجادر

 

علاقتي بالراحل العم جاسم الخرافي علاقة خاصة، فقد ربطتني علاقة صداقة عمرها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً مع ابنه الصديق لؤي، وتبع ذلك صداقة مع جميع أبناء المرحوم ومنذ انتخابات 1981، وكان بداية تشكل الحس السياسي، وكان التنافس آنذاك على أشده بين الجواسم رحمهم الله، جاسم القطامي، وجاسم الصقر وجاسم الخرافي، ومع دخولنا الجامعة كانت الحياة السياسية تموج بالنشاط، وكانت متابعتنا للأحداث متلاحقة، ودفعتني للتعرف على دور البرلمان، وبالطبع كانت متابعة هؤلاء الرجال ودورهم مع النشاط الذي كان موجوداً بالساحة والاعلام المكتوب مفتاحاً لمعرفة جانب من السياسة في الكويت. في مجلس 1985 كان المرحوم وزيراً للمالية، وعند تخرجي في ذلك العام انضممت إلى وزارة المالية، وعملت في مكتبه فترة تجاوزت أكثر من عامين من أزخر فترات حياتي، ورافقته في مهمة رسمية الى أبوظبي أذكرها كأنها الأمس، وكان يعاملني فيها معاملة الوالد لولده، ويشاء القدر ان أرافقه في آخر مهمة رسمية بمسقط 2009، ولكنها في محطة مختلفة تماماً عندما ترأس الوفد البرلماني الى مؤتمر البرلمانيين العرب في مسقط، وهي محطة مختلفة، فقد تحولت العلاقة من علاقة البدايات بالعمل الحكومي وحماس الشباب الى علاقة مختلفة أنضجت التجربة، وعلاقة تختلف ساحتها انتخابية وليست وظيفية، كنت فيها مختلف الفكر والتوجه، ورغم ذلك كان الحس الابوي في النصح والارشاد، وكان نفس الود والاحترام، بل ازداد مع الزمن، لم يشعرني ابداً بأن اختلاف الرؤى والمواقف يؤثر في علاقاتنا الانسانية. المحطات الانسانية في هذه الاعوام الطويلة اثبتت لي ان ما قدمه جاسم الخرافي من عطاء في مجال العمل البرلماني والسياسي سينصفه التاريخ، وبعد اعتزاله الحياة النيابية في 2011، وفي محطة الختام كنا نتلاقى معاً في مناسبات الفرح والتعازي، التي كان حريصاً عليها، وكعادته نصوحاً أبوياً.
الراحل بو عبدالمحسن ندعو الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته والمغفرة، وان يلهم محبيه وذويه الصبر والسلوان، سيفتقدك المحبون والاهل والابناء والاحفاد، ولكن العزاء ان هذا الدرب كل سالكه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك